حظ سعيد أم ورطة مُهلِكة؟!
تقريباً، المشهد يتكرر: نتائج الأندية في دوري جميل، لها نفس الحساسيّة والقلق والتوتّر، والتطلعات والآمال وإمكانيّة الفرص، الكامنة والبارزة، المُضْمَرَة والجَليّة، التي لنتيجة، وترتيب، منتخبنا في مجموعته الآسيوية، صدفة يمكن تحويلها إلى حظ سعيد، مثلما يمكن لها إحالتنا إلى ورطةٍ، مَشَقّاتها مُهلِكَة!،
في الغالب الأعمّ، لن يظل أمر صراع الأندية، على ما هو عليه، وبهذه الحِدّة الطّاحنة، بعد ثلاثة أشهر من الآن، المنطق يقول إن هذه مدّة زمنيّة كافية جداً، تنحاز خلالها النتائج لناديين أو ثلاثة أندية بجلاء تام، والسؤال: أي اللاعِبِين، حينها، أنسب لتمثيل المنتخب؟، هل هو اللاعب الذي فقد فريقه فرصة المنافسة على الدوري، بحجّة أنه صار بعدها أهدأ أعصاباً، وأقل توتّراً، أم اللاعب الذي هو في عز المعمعة، بحجّة أنه وبالرغم من عطب الأعصاب، نجح في تجاوز المرحلة الصعبة، وقاد مع زملائه، ناديه للاستمرار في الصراع على الدوري، والاقتراب أكثر فأكثر من حسمه؟!،
الخَيَارات ليست سهلة، لو كانت سهلة لما صارت خَيَارات أصلاً!، لكنني أميل، معلناً انحيازي، للفائز، حتى وإن كان مُتعَباً، ضد الخاسر، حتى لو كان أقل قلقاً، بل وحتى لو لم يكن المتسبّب في خسارة ناديه للرهانات الصعبة والمعقّدة، ورأيي أن من يُبرِئ نفسه من خسارة ناديه، فيما لو حدثت، لا يُمكن الاعتماد عليه لحصد مكسب، ولا يحق له التنطّع بقيادة منتخبه إلى فوز، فيما لو تحقق!، غير أنني لا أضمن صحّة ميلي وسلامة انحيازي، أقول ما أظنه فحسب، وما أظنه هو أن صراع منتخبنا من حيث النتائج والمستويات والترتيب، يشبه إلى حد كبير صراع الأندية الخمسة، المتقدمة، من حيث النتائج والمستويات والترتيب، والطموحات أيضاً، وهي ذات الأندية التي تضم، كل أو معظم، لاعبي منتخبنا الوطني، وأقل ما يمكن عمله هو مراجعة مدرب منتخبنا في حكاية السفر بعيداً عن هذه المعمعة، في هذا الوقت بالذات، فبمتابعته لمجريات بطولة الدوري، يمكنه فعلاً، رؤية ما سوف يحدث للمنتخب، بنسبة كبيرة، وله أكرر وصيّتي: اختر من يتجاوز المعمعة، أولاً لأن الفوز شفاءٌ يصيب بالعدوى، وثانياً لأن الرابح يتمسّك بأحلامه إلى آخر، آخر، لحظة، والله المِوفِّق.