عين الغرب.. وحاجب الشرق
يتكرر نهائي دوري أبطال آسيا .. فتتكرر معه خيبة الأمل في غرب القارة مجدداً.. يتكرر ذلك الكرنفال الآسيوي فتحضر معه الفرحة الشرق آسيوية في مشهد بات مألوفاً لدى المتابعين داخل خارج القارة الأكبر في العالم..
لم يعد تفوق منتخبات وأندية شرق القارة الصفراء أمراً عرضياً أو مجرد طفرة فنية عابرة.. فالمتابع البسيط يدرك وبالأرقام تلك السيطرة الشبه مطلقة لأندية شرق آسيا على البطولة الأقوى قارياً وهي دوري أبطال آسيا أو أبطال الدوري كما كانت تسمى سابقاً.. فبمرور سريع على النسخ العشر الأخيرة لهذه البطولة سنجد أن بطولة وحيدة فقط استطاع فريق السد القطري تحقيقها ـ بعد الاستفادة من كسب الاحتجاج ـ بينما نجد أن البطولات التسع الأخرى توزعت بين دول الشرق الآسيوي !!
أما على مدى تاريخ البطولة بشكل عام والتي انطلقت منذ العام 1967م فنجد أن أندية الشرق قد حصلت على النصيب الأكبر من الكعكة الآسيوية، إذ أنها حققت البطولة 21 مرة مقابل 13 مرة فقط لأندية الغرب والتي تتزعمها أندية المملكة العربية السعودية بأربع بطولات حققها زعيمنا وعميدنا بواقع مرتين لكل منهما .. متساوية بذلك مع أندية اليابان بأربع بطولات.. فيما نجد أن سطوة أندية كوريا الجنوبية هي الأبرز بتحقيقها لإحدى عشرة بطولة وبفارق بطولتين فقط عن الرقم الذي حققته جميع أندية غرب آسيا !!
أما عن الأسباب وراء تلك الهيمنة فهي عديدة .. وجديرة بالوقوف عندها والتأمل حول واقع الكرة في شرق القارة وغربها .. فالفروقات باتت واضحة وجلية ومنها على سبيل المثال توقيت إقامة الأدوار الإقصائية المتقدمة في البطولة ابتداء من الدور ربع النهائي وحتى المباراة النهائية والتي تقام خلال الفترة المتزامنة مع بداية انطلاق الموسم الكروي في غرب القارة .. وهي الفترة التي تكون فيها أندية في غرب القارة قد عادت للتو من معسكراتها الإعدادية استعداداً لبدء الموسم والذي يصاحبه عادة تغيير جلد الفريق وتطعيمه بعناصر جديدة محلياً وخارجياً .. وبالتالي فإن جاهزيتها لم تكتمل بعد .. وتجانس العناصر ومعدل اللياقة لم يصل ذروته !!
ويأتي السبب الآخر وهو نوعية العنصر الأجنبي المحترف في صفوف أندية الشرق وهو العامل الذي ساهم كثيراً في حسم النزالات الكروية لصالح أندية الشرق وعلى سبيل المثال فإن وجود لاعب من نوعية ليوناردو البرازيلي في صفوف تشونبوك الكوري الجنوبي كان له بالغ الأثر في ترجيح كفة فريقه في لقاء ذهاب النهائي الذي أعاد فيه فريقه إلى البطولة بحسم اللقاء متقدماً بهدفين بعد أن كان متأخراً بهدف ..
ويضاف إلى تلك الأسباب النفوذ والتواجد الشرق آسيوي المكثف و"المؤثر" في مقاعد الاتحاد القاري.. إذ أن التأثير الحاصل لممثلي الدول هو جزء من لعبة كرة القدم خارج المستطيل.. وأنا بذلك لا أشير إلى التأثير المباشر على سير مباراة بعينها أو قرار تحكيمي بعينه.. بل أقصد التأثير اللوجستي العام على القرارات وخطوات العمل والتي تؤثر في جملة المخرجات ..
فهل ستبقى عين الغرب عاجزة أن تعلو على الحاجب الشرقي كما في المثل العربي الشهير.. أم أن الاتحادات الوطنية والأندية المحترفة في غرب القارة لديها ما تقوله في النسخ المقبلة؟!
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.