(هرمنا) من أجل هذه اللحظة!
أيام قليلة تفصلنا عن موعد طال انتظاره.. ونفد صبر الكثيرين لرؤيته.. موعد سأفرح فيه كغيري بانتهاء مهام اتحاد كرة القدم السعودي الحالي.. وهي فرحة ليست مرتبطة بمن سيكون الرئيس القادم ومجلس إدارته فهو أمر في علم الغيب نجهل خفاياه.. لكنها فرحة بانفراج كرب أصاب كرتنا الوطنية.. فرحة بمغادرة المجموعة التي تشهوت معها رياضتنا.. وتكرر معها الكثير من الأخطاء وصاحبها الكثير من اللغط والتخبطات التي تعجز صفحات الجريدة عن وصفها فكيف لمقال أن يحصيها؟!.
فبعد أن كان هذا الاتحاد الوطني المهم يعمل تحت إدارة وإشراف أسماء عملاقة وقوية ومؤثرة وصارمة بكل ما تحمله من أهمية اجتماعية ورياضية.. فقد كتب الله عليه أن يعيش في السنوات الأربع الماضية واحدة من أكثر العصور الرياضية تراجعاً أشفق علينا فيها البعيد قبل القريب.. حتى باتت القرارات والتصرفات محل تندر للقاصي قبل الداني! وأستثني من ذلك التراجع ما حققته المنتخبات الوطنية "مؤخراً" من نتائج كان للهيئة العامة للرياضة دور كبير في تحقيقها.
وحين أنتقد عمل هذا الاتحاد فإني لم ولن أمس من يعملون فيه بشكل شخصي إطلاقاً.. ولم أقم يوماً ما بشخصنة الطرح أو توجيه الاتهام لشخص ما بعينه.. باعتبار أنها منظومة عمل مكونة من عدد من اللجان والأشخاص تناوب "معظمهم" على العبث.. والأمر هنا يشمل أولئك "بكل تأكيد" أولئك الذين اعتقدوا أن مغادرتهم المسبقة لمنظومة العمل ستجعلنا ننسى تخبطاتهم وإخفاقاتهم.. وعبثاً حاولوا بذلك الهروب المبكر فالذاكرة والتاريخ لن يمحيا سقطاتهم!.
وحين أنتقد تلك الفترة المظلمة من تاريخ الاتحاد السعودي لكرة القدم فإني لا ألقي باللوم على جميع العاملين والمنتمين لاتحادنا الوطني لكرة القدم فمنهم من عجز عن تنفيذ مهامه بالشكل الصحيح لأسباب أقوى منه.. ومنهم من صعب عليه القيام بأدواره بالشكل المطلوب بسبب التخبطات المحيطة به.. ومنهم من يملك العلم والخبرة والقدرة على العمل لكن حرمانه من صلاحيات ووسائل العمل جعله مقيداً بأغلال الرجعية!.
يا رئيس اتحاد الكرة "القادم".. اجعل مخافة الله أمام عينيك.. واستعن بالأقوياء الأمناء.. انظر إلى نهاية الاتحاد الحالي واجعل منها عبرة لك ولمجموعة الأشخاص العاملين معك.. واحفظ هذه الصورة الذهنية السلبية عن الاتحاد الحالي في ذاكرتك.. واسترجعها كثيراً.. وتخيل أنك الشخص الذي سيغادر منصبه يوماً ما.. فهل تريد أن تنام مرتاح الضمير.. وكلمات الثناء والشكر تلفك.. أم تريد أن تضيع في زحام المجاملات والتخبطات لتغادر مكانك وسط فرحات المتابعين برحيلك؟! القرار لك.
إلى الناخبين الكرام.. انتخبوا الأجدر.. انتخبوا من ترون فيه مستقبل العمل الأنجح لكرتنا الوطنية بشكل عام وليس لناديكم بشكل خاص.. انتخبوا من تثقون في نزاهته وقدرته ونجاح تجاربه السابقة وليس وعوده المستقبلية المجهولة.. ولا تجعلوا اختلافكم مع شخص ما في ميوله الكروي سبباً في عدم التصويت له.. فالأمر هنا ليس تصويتاً لرئاسة رابطة مشجعين بل تصويت لعمل وطني مؤسساتي يضم كافة الأطياف والألوان.
وقبل الختام.. أتمنى من الاتحاد الحالي قبل المغادرة أن يرسل إلى الاتحاد القادم "كلمة المرور" للموقع الإلكتروني الخاص بالاتحاد السعودي لكرة القدم فالجماهير تنتظر معرفة ترتيب دوري المحترفين يا محترمون!.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.