2017-02-05 | 03:55 مقالات

شيب الفرّاج.. وعين عبدالعزيز!!

مشاركة الخبر      

في كل مرحلة من مراحل المنافسات الرياضية، تحضر بعض المواقف والأحداث داخل وخارج الملاعب، وتلقي بظلالها لتجد المساحة الأكبر من الاهتمام والتعليق والانتشار.. فيتحول عناصر مشهدها إلى نجوم أو مشاهير.. أيًّا كان سبب شهرتهم سلباً كان أو إيجاباً.

 

وفي الجولة 16 من منافسات دوري جميل، حضرت نجومية مختلفة.. نافست الإعلام في شموليته.. واللاعبين في انتمائهم.. والداعمين في عطائهم.

 

نجما تلك الجولة كانا من وجهة نظري هما العم محمد الفراج النصراوي العريق.. والفتى عبدالعزيز موسى الهلالي العاشق.

 

نجما تلك الجولة لم يكونا ضمن من ركض في المستطيل الأخضر.. ولم يكونا ضمن نجوم الشاشات.. ولم يكونا من ضمن مشاهير التواصل الاجتماعي.. لكنهما في نظري قدما ما فاق كل من ذكرتهم مع بالغ احترامي للجميع.

 

في الساحل الشرقي.. جاء العم محمد الفراج يحمل معه كل الجدية في العشق، وكل البساطة في تقديم شخصية المشجع الولهان.. حضر إلى الملعب يحمل معه حب النصر.. بساطته في الطرح استطاعة.. جاء في عمر كبير وشيباته تشهد على سنواته.. التحف "مشلحه" الوبر واتجه إلى المدرج يسابق الشباب.. التقطته كاميرا التلفزيون وباغته الزميل بدر رافع بلقاء سريع، لكنه كان ثرياً في مضمونه.. واضحاً في رسالته.. لم يخف انتماءه لعشقه النصر، لكنه في الوقت ذاته جعل لمنتخب الوطن الكثير من الاهتمام والدعاء بالتوفيق.. تعمد أن يكون في المقاعد العادية رغم قدرته على أن يكون في أبرز موقع في المنصة.. لكنه العشق وإنكار الذات حين يجتمعان!!.

 

وفي ذات الساحل.. جاء عبدالعزيز موسى.. الفتى الهلالي المتشبع بحب فريقه.. المشتاق لرؤية زعيمه.. في الطريق إلى مقعده.. أصيب في عينه إصابة دفعت ذويه إلى مغادرة الملعب والتوجه إلى أقرب مستشفى لعلاج الإصابة.. إلا أن ذلك كان مجرد نوايا تكسرت أمام إصرار ذلك العاشق الصغير.. فقد تحامل على إصابته ورفض مغادرة الملعب.. كيف يغادر وقد انتظر هذه اللحظة منذ أشهر؟! فما كان أمام أقربائه إلا أن استدعوا أحد المسعفين الذي غطى عينه اليمنى بعد العلاج الأولي المؤقت.. فبقي عبدالعزيز بعين واحدة يتابع اللقاء متناسياً ألم الإصابة.. ولسان حاله يردد أغنية أبو نورة: أقرب الناس أنت يا نظر عيني.

 

انتهت الجولة ونتائجها.. وبقيت رسائل الفراج وعبدالعزيز لتقول لكم.. تعلموا صدق الانتماء.. وصفاء الحب.. ولذة العشق.. بقيت رسائلهم لتقول لكم.. نحن من يقف دعماً لفرقنا.. دون أن نسيء لإنسان.. دون أن نملأ الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي بالسوء.

 

هنيئاً لمدرجاتنا بهما.. هنيئاً لرياضتنا بكل عاشق ملأ حياته بحب فريقه فقط.. لا يحمل الضغينة لغيره.. لا يمارس دور البطولة "الواهية" تجاه كل من يخالفه، زعماً منه بأن ذلك هو الميول والانتماء.

 

إلى أولئك الذين أشبعوا الفضائيات بالكذب والإذاعات بالهراء والصحف بالفبركة ومواقع التواصل الاجتماعي بالإساءات والسب والشتم والتجريح.. قد تكونوا قد أثخنتم في جروح الآخرين.. وأضحكتم ثلة من البائسين.. لكنكم فشلتم في الوصول إلى العشق الحقيقي الممتع.. فقد سبقكم بها العم الفراج والابن عبدالعزيز.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..