2017-03-19 | 03:50 مقالات

تنظيف "الهواء" من "الهراء"..!

مشاركة الخبر      

 انتهى الأسبوع الماضي بتلك اللوحة الوطنية الرياضية الجميلة المتمثلة في تشريف سيدي ولي العهد الأمين لنهائي كأس سموه.. وما إن انتهت حكايا وتبعات ذلك النهائي الكروي الفخم، حتى تسارعت الأنباء لتزف إلى "عقلاء" المجتمع نبأ طال انتظاره.. وقرارات تأخرت كثيراً.. لكن الوصول المتأخر خير من عدم الوصول..

جاء مساء الأربعاء الماضي ليحمل معه أحد أقوى القرارات ذات العلاقة بالرياضة، في العشر سنوات الماضية من تاريخنا الرياضي.. وهي قرارات الحد من التعصب الرياضي وإيقاف عبثه.. كان النبأ كهدف حاسم في مرمى منافس شرس، لم تنفع معه الجمل التكتيكية السلسة ولا اللعب النظيف.. ويكمن جمال هذا الهدف وأهميته كونه جاء في وقت كاد عشاق اللعب النظيف وجماهير النزاهة يفقدوا الأمل في الانتصار على "ثقافة الضجيج".. التي تحكم أفرادها في عدد ليس بالقليل من مختلف وسائل الإعلام الرياضي.. وامتد تأثيرهم ليصل إلى المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.. فغطى سواد طرحهم معظم البياض الكامن في رياضة الوطن..

هدف جميل ساهمت في صناعته وتسديده عدد من الجهات الوطنية ذات العلاقة والاختصاص المباشر.. هدف جاء ليقول (قف يا متعصب.. فالعبث لن يطول.. ومصلحة الوطن هي العليا)!!.

ولن أزيد على من سبقوني في وصف تلك الظاهرة التي نخرت في جسد الرياضة الشريفة.. وشوهت جماليات المنافسات.. وتفننت في زرع الأحقاد.. فبتنا نتجرع إنتاجها الذي فاق العلقم في مراراته!!.

تلك الظاهرة التي امتدت آثارها السلبية لتقضي على العديد من إيجابيات وجمال المنافسة الرياضية الشريفة.. وتصاعدت أضرارها بتناسب طردي مع تصاعد الطرح المتعصب الذي تنوعت أشكاله ومصادره.. ووصلت آثاره السلبية إلى مختلف شرائح المجتمع.. فخسرت رياضتنا بذلك العديد من المكتسبات التي كانت متاحة.. حتى أصبحت الرياضة بيئة طاردة للأسف..!.

العديد من الجهات الطموحة وفرق العمل الفاعلة والأفراد المخلصين تم وأد أفكارهم.. وقتل طموحاتهم.. وتشتيت جهودهم.. بل ابتعادهم عن خدمة وطنهم من خلال الرياضة.. حصل كل ذلك وأكثر بسبب السكوت الطويل والصبر السلبي على مثيري التعصب والداعمين له.. منتحباتنا الوطنية هي الأخرى باتت تعاني منهم.. وعبثاً نحاول حصر متضرري التعصب الرياضي فالقائمة تطول.. 

وعلى الرغم من أهمية دور الجهات المتعددة المسؤولة عن التوعية في مجال مكافحة التعصب الرياضي، إلا أنه من الواجب أن تأخذ الجهة المسؤولة دوراً موازياً للدور التوعوي، وهو "العقاب" الذي يعد أقوى برنامج توعوي للحد من هذه الظاهرة.. إذ إن تجفيف المنابع بمعاقبة وإيقاف مثيري التعصب يأتي في قائمة التطبيقات الأكثر تأثيراً تجاه تلك الظاهرة..

وعلى ذكر مثيري التعصب.. فقد تابعت كغيري ما صاحب نبأ القرارات من تعليقات واهتمام وردود أفعال حملت في مجملها ملامح مبشرة واستقبال وترحيب من معظم أفراد ومؤسسات المجتمع.. إلا أن ما لفت انتباهي هو ذلك الطرح الذي تبناه "المتعصبون" أنفسهم.. أقرأ ما يكتبون وأسمع ما يقولون تجاه تلك القرارات فأسال نفسي.. إذا كانت تلك الأسماء تطالب وتنادي بإيقاف التعصب وترفض تبعاته.. ترى من هم المعنيون بالقرارات إذن؟!.

فهل هو "انفصام في شخصيات أولئك المتعصبين.. أم إذعان ورفع الراية البيضاء أمام قوة وعدالة النظام؟!.

حالياً لن أهتم كثيراً بالإجابة عن هذه التساؤلات، بقدر اهتمامي بالكيفية والفاعلية التي ستكون عليها تلك الأنظمة.. والتي ستجد من كافة أطياف المجتمع كل الترحيب والدعم متى ما كانت شاملة للكل.. ولا تفرق بين شخص وآخر أو جهة وأخرى..!.

آآآه يا رياضتنا.. وأخيراً.. جاء الوقت الذي نشاهد فيه "ثقافة الضجيج"، وقد باتت مهددة بالكبح والسيطرة بفضل الله أولاً، ثم بفضل العقلانيين في هذا الوطن الكبير.. 

هل صحيح أننا سننعم بمتابعة ما يطرح على "الهواء" مباشرة.. بعد أن امتلأت بعض القنوات بما يبث على "الهراء" مباشرة؟!.

كلنا ثقة وتفاؤل في مقدرة الجهات المعنية على تحمل مسؤولية هذه القرارات والقيام بدورها تجاه مجتمعها بالشكل الذي يرضي الله أولاً، ثم يتوازى مع حجم الثقة الممنوحة لهم من ولي الأمر يحفظه الله..

افعلوها.. من أجل جيل يحتاج إلى أن يحب أكثر من حاجته إلى الكراهية..

افعلوها.. من أجل رياضة تبحث عن نفسها في زحمة الخلافات..

افعلوها.. وسيذكر التاريخ لكم أنكم صححتم مسار أهم القطاعات الحيوية وأكثرها جدلاً..

افعلوها.. لنقول بصوت عال: "الحمد لله على سلامتك يا رياضتنا"..

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..