2017-04-02 | 03:50 مقالات

الديربي لم ينتهِ..!

مشاركة الخبر      

بينما تقرأ عزيزي هذه الكلمات، يكون الستار قد أسدل على أحد فصول ديربي العاصمة.. بينما كنت قد كتبت هذه الكلمات قبل ساعات قليلة، تفصلني عن انطلاق ذلك الديربي.. وهذا يعني بالتأكيد جهلي التام بالنتيجة التي آلت إليها مباراة ربع نهائي كأس الملك بين الغريمين اللذين استطاعا فرض قوة وحضور وتأثير لقاءاتهما على نطاق واسع في وطننا العربي الكبير.. ويحق لهما ذلك.

 

 
والعجيب أن هذا الديربي لم يغب عن الإثارة التي تسبقه، وما يعقبها من تبعات وردود أفعال طوال التاريخ، بغض النظر عن الحصيلة الرقمية من البطولات التي تميز الهلال كثيراً عن النصر، إلا أن ذلك الأمر لم يكن ليغير من القيمة النوعية لهذا اللقاء.

 


يحضر الديربي فتحضر معه العديد من الفرص والعدد نفسه من التحديات.

 


يحضر الديربي فتحضر ذاكرة العشاق في أوج نشاطها؛ استعداداً للاحتفاظ بكل لمحة إيجابية قدمها هذا النجم وذلك المدرب وتلك الإدارة.

 

 
يحضر الديربي فيحضر مجهر الرقيب في أكثر مراحله دقة؛ فتكون كافة العناصر تحت ذلك الضغط الاستثنائي الذي يجعل الفطن منهم حريصًا على الظهور بأجمل ما يمكن من الأداء داخل وخارج الملعب.

 


يحضر الديربي فيحضر الباحثون عن الـ SHOW والخائفون منه في آن واحد..!.

 


يحضر الديربي فيمنح المقصر الفرصة لتقديم أفضل عروضه خلال اللقاء، لتكون بمثابة صك الغفران الذي يمحو كل ما قدمه من سوء طوال مراحل الموسم.

 


يحضر الديربي فيبرز الذكي والرزين.. وينكشف الغبي و"المشكلجي".

 


يحضر الديربي في أقوى صور الظلم حين تقف الظروف في وجه المتميز، فيحكم العشاق عليه بالسوء، متناسين كل ما قدمه من أداء وعمل طوال الموسم..!.

 


يحضر الديربي فتتعمد ذاكرة العاشق المتفائل استحضار كل مشاهد الفرح.. بينما يحضر المتشائم ليرمي بكل ثقله السوداوي وهو يستذكر إخفاقات نجومه وخذلانهم له.. وهو جزء نفسي من الإثارة يخرج كثيراً عن السيطرة..!.

 



هل أوفى ذلك الديربي بوعوده؟


أنتم من يملك الإجابة عن ذلك، فقد شاهدتم اللقاء في الملعب، وتابعتم ما صاحبه خارج الملعب قبل وبعد ذلك اللقاء.. لكني شخصياً أحتفظ في ذاكرتي بكثير من الاحترام لكل لقاءات الديربي السابقة، التي أوفت بوعودها من ناحية الحضور الجماهيري المؤثر "المنضبط".. والروح الرياضية الحضارية.. والتحكيم الميداني العادل.. فهي من وجهة نظري تعد أهم العناصر والمرتكزات التي تجعل منه (ديربي) جديرًا بالاحترام.. ونموذجًا نفخر به لتسويق رياضتنا.. وجعلها رسالة سامية نفرح بوصولها إلى عقول شبابنا قادة الأجيال القادمة وأهم أدواتها.

 



لا أعلم حتى هذه اللحظة بالتأكيد من هو الفائز في اللقاء.. لكنني أدرك جيداً أن المباراة ستكون قد انتهت؛ فمبروك لفائزها اقترابه من نهائي كأس الملك.. وإذا كان اللقاء قد انتهى، فإن قصص الديربي وحكاياته وفصوله لم تنتهِ.. فالمزيد من فصولها في الطريق طالما أن منافسات كرة القدم "تشم الهواء".. فهل نستفيد جميعاً من كل ما حصل فيه من إيجابيات لنعززها.. ونتخلص من كل سلبياته قدر الإمكان..؟
أتمنى ذلك.

 


دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.