حارس المرمى يكفر ذنوب اللاعبين!

يحمل على ظهره الرقم واحد.. أهو الأول في قبض المال؟.

 

إنه الأول في دفع الثمن.. فحارس المرمى هو المذنب دائماً.. وهو الذي يدفع الثمن حتى لو لم يكن مذنباً.. فعندما يقترف أي لاعب خطأ يستوجب ضربة جزاء، يتحمل هو العقوبة:

 

يتركونه وحيداً أمام جلاده، في اتساع المرمى الخاوي.. وعندما يتعرض الفريق لسوء الحظ، يكون عليه هو أن يدفع الثمن تحت وابل الكرات، ليكفر عن ذنوب الآخرين.

 

خطأ واحد فقط يدمر حارس المرمى مباراة كاملة أو يخسر بطولة، وعندئذ ينسى الجمهور فجأة كل مآثره ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية.. وتلاحقه اللعنة حتى نهاية حياته.

 

هذه المقدمة كتبها إدواردو غاليانو في كتابه (كرة القدم بين الشمس والظل)، هذا الكاتب العظيم يشخص ماذا يعني "حارس المرمى" في كرة القدم بأنه هو اللاعب الوحيد الذي ينتظر إعدامه رمياً بالرصاص بين العوارض الثلاث، والمكان الذي يطأه لا ينبت فيه العشب أبداً.

 

هذا الحارس المظلوم داخل الملعب أمس في السعودية سرق الأضواء بقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم السماح للأندية السعودية بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ إقرار نظام الاحتراف.

 

وجاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة والذي عقد بمحافظة جدة، برئاسة عادل عزت رئيس الاتحاد، ونتجت عنه الموافقة على توصية لجنة الاحتراف بإدراج حارس مرمى ضمن اللاعبين الأربعة، المسموح بتسجيلهم كمحترفين أجانب لأندية دوري المحترفين.

 

تستطيع أن تقيس انقسام الجماهير الرياضية في مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا القرار أو ضده، الطرف المؤيد يرى أن هذا القرار لمصلحة الأندية السعودية المشاركة في البطولات القارية ويشجع الحارس الوطني للاجتهاد بالمنافسة مع الأجنبي وتطوير مستواه، أما في الطرف الآخر فيرتكز في المعارضة على أن هذا القرار سوف يضر المنتخب السعودي بسبب استعانة الأندية بحراس أجانب على حساب فرصة الحارس المحلي.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

للحكم على هذا القرار سلباً وإيجاباً قراءة الأحداث السابقة المشابهة في الدول التي تطبق نفس القرار وتأثير ذلك على المنتخبات الوطنية، الحراس الأبرز على مستوى العالم نسبة كبيرة منهم محترفون في الدوري المحلي والحارس المميز ثروة لأي فريق وهذا المكان المهم في الملعب لا يستحق أن يحميه إلا حارس أمين بعيداً عن جنسيته لأن المرمى موطن ميلاد الفرح للفريق الفائز ومقصلة إعدام الفريق الخاسر.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

هل قرار الحارس الأجنبي لمصلحة المنتخب السعودي أم قرار سلبي يضر رياضتنا؟!.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.