"الفلاش" لا يكفي الحاجة!
تحتار كمتابع أمام ما يحصل في سوق الانتقالات لدينا.. تقف أمام مشاهد الانتقالات، فتعتقد أن محتواها ساخر ولا يمت إلى الحقيقة بصلة.. تمر الأيام.. فتكتشف أن ما حصل ليس سوى جزء من واقع مرير وصل إليه وسطنا الرياضي، بفضل الكمية الوافرة من "الهياط" غير محسوب العواقب..!..
واقع صعب.. وحقيقة موجعة باتت ماثلة أمامنا لصفقات تقودها الرغبات في الاستعراض أمام الجماهير.. بعد أن غابت لغة المنطق وحضرت لغة "دق الخشوم".. صفقات جعلت من "بعض" الأندية مصدرًا لرزق السماسرة.. قبل أن تتحول تلك المغامرات إلى ملفات امتلأت بها أدراج وأرفف لجان الاحتراف وفض المنازعات.. ومراكز التحكيم الرياضي محليًّا ودوليًّا..
كل ما حصل ويحصل من قضايا ومطالبات، ما هو إلا نتاج طبيعي وحتمي لتلك التحركات التي قادتها الرغبات "الشخصية"، وكانت دوافعها هي تحقيق ضربة إعلامية جماهيرية عنوانها "دق الخشوم"، وبطولتها صورية مؤقتة تبدأ بعبارة "اجلد".. وتنتهي بخطاب عنوانه "سدد"..!
لا يهم أن تكون الابتسامات جاذبة.. والأريكة جاهزة.. والإمساك بطرفي القميص لافتًا.. والتقديم الإعلامي صاخبًا.. والفرحة الجماهيرية غامرة..
فالمهم هو أن تكون الصفقة ناجحة.. وفي الميدان ناجعة.. وللمدرجات جاذبة.. وللإعلام ملهمة.. وللبطولات حاصدة.. حينها سنصفق ونقول.. هذه الصفقة "ضربة معلم"..
لم يكن لتلك الصفقات "الفلاشية" التي يقودها "الهياط" أن تنتشر ويسطع نجم صنّاعها، لو كان هناك تطبيق صارم وعادل للأنظمة والضوابط الكفيلة بحفظ حقوق الجميع.. ولم يكن لرواد منصات الفلاشات ليعيشوا ذلك الدور البطولي "الوهمي" لولا وجود شريحة جماهيرية اختزلت الإنجازات الرياضية في "فلاشات".. واقتصر دعمها لفريقها على إعداد مقاطع الهياط الممزوجة بالشيلات والسخرية..!
بحثت في قوائم البطولات.. وتصفحت سجلات الإنجازات فلم أشاهد أي بطولة أو إنجاز تحت مسمى "دق الخشوم"..
استيقظوا من ذلك الوهم.. فالفلاش لا يكفي الحاجة..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.