كيف سنقرأ السطر الأول..؟
منذ أن كنا صغارًا ونحن نسمع من كبار السن مقولة "العود على أول ركزة".. هكذا كان أجدادنا يقولون.. هكذا عشنا فرأينا أن هذا القول تزداد مصداقيته يومًا بعد يوم.. والتجارب هي خير شاهد على ذلك..
الموسم على الأبواب.. ولأن الكتاب باين من عنوانه.. فإني وغيري نتساءل: هل سيتم إتقان كتابة الأسطر الأولى من حكاية الدوري وباقي المنافسات الكروية..؟.
اندفع بهذا السؤال لأني أدرك أن كتابة الأسطر الأولى أسهل بكثير من البحث عن صيغة مناسبة لخاتمة الفصل الأخير..!.
وفي ظل هذا الترقب الكبير لانطلاق موسم كروي جديد.. تظهر أمامي العديد من الفرضيات والاستفهامات التي تؤرق كل من ينتظر إتقان العمل الرياضي ويتطلع لصناعة رياضة تنافسية ناضجة..
كيف استعد اتحاد كرة القدم السعودي للموسم؟ وكيف سيكتب لنا الأسطر الأولى للرواية؟.
هل ستقوم لجنة التحكيم بمسح الصورة الذهنية السيئة عن أداء حكامها؟.
هل لجنة الاحتراف جاهزة لتقديم عملها بلا انحراف؟.
هل لدى لجنة الانضباط ارتكاز ولوائح ستطبق بلا تفرقة ولا انحياز؟.
هل ستكون لجنة فض المنازعات ملاذًا آمنًا للحصول على المستحقات.. وبلا استثناءات؟!.
هل وصلت رابطة دوري المحترفين للدرجة الكافية من النضج والفاعلية في الأداء بعد سنوات من الخبرة؟.
أطلق كل تلك التساؤلات والتفاؤل يفوق التشاؤم في أن نرى إجابات نرفع بها رؤوسنا فخرًا بعمل رياضي احترافي، يوازي ذلك التطور والتغيير في العمل المؤسسي الوطني الذي تقوده رؤية 2030..
ينطلق الموسم.. فتبدأ محاسبة الإدارات الكروية وأجهزتها الفنية.. نعم فبعض الجماهير والأصوات الإعلامية ليس لديها الوقت لتنتظر المشهد الأخير من الموسم حتى تقدم رأيها.. فهناك من يرى أن بعض المؤشرات في البداية كفيلة بالحكم على جودة الإعداد.. وبعضها الآخر سيمهل تلك الإدارات ولكن ليس إلى درجة الانتظار حتى كتابة السطر الأخير من الرواية.. وقلة قليلة هي من سيحكم على العمل بشكل عام بعد نهايته..!.
وبطبيعة الحال.. لست مع تلك المدارس التي تطلق الأحكام المسبقة بالنجاح والفشل.. لكنني في المقابل أحترم وجهات نظر الكثيرين الذين يستندون إلى سوء البدايات فيعلقون الجرس نحو المشكلة قبل تعليق المشانق أمام المخطئين في نهاية الموسم.
اللاعبون كذلك تحت ذات المجهر.. لذا فإن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني هو: "كيف سيقوم كل لاعب برسم صورته داخل الإطار".. فالإطار حتى اللحظة لا يحمل داخله أي شكل أو مظهر.. وهو بانتظار ما سيقدمه اللاعب من عطاء وبذل ومواقف هي من ستشكل في نهايتها المنظر الختامي لذلك الإطار.. ترى هل يعي لاعبونا هذا الأمر..؟!.
الجماهير هي الأخرى ستكون على المحك في دعمها وحضورها ووقوفها مع فرقها ونجومهم.. والإعلام كذلك عليه أن يعي جيدًا أن اكتساب الاحترام والثقة من المتلقي يبدأ تدريجيًّا.. إلا أنه قد يسقط في أول اختبار..
مركز التحكيم الرياضي.. وكلاء اللاعبين.. والرعاة.. ومسؤولو الملاعب.. والكثير من المكونات الأخرى عليها أن تكون في مستوى الحدث.. وتقدم أعلى من المتوقع.. وتضعنا أمام أخطاء جديدة وهذا ما نأمله.. فقد مللنا من تكرار ذات الخطأ..!.
سيرفع الستار عن منصة الموسم في تاريخ 10 أغسطس.. وسنبدأ تدريجيًّا بالتعرف على كل مكوناتها تدريجيًّا.. ولأن الانطباع الأول مهم.. ولأن الكتاب يتضح من عنوانه؛ لذا فإن على الجميع أن يتقن تقديم نفسه.. فالأحكام بالفشل ستكون جاهزة وأسرع كثيرًا من أحكام النجاح..!.
كل تلك المكونات أمام فرصة كبيرة لتقديم نفسها بأجمل ما يمكن وكل ما يفوق توقعات المتابع.. كيف لا أعتبرها فرصة وهم يأخذون دورًا في أقوى دوري عربي وبلا منازع..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.