حارة.. "كل مين إيدو إلو"
لم تكن "فطوم" في المسلسل الشهير الذي ألفه وكتب حواراته "نهاد قلعي"، مجرد مالكة لفندق "صح النوم"، بل كانت "بطولة" يسعى أبطال المسلسل إلى كسبها لحسابهم درويشهم ونصابهم.
في حارة "كل مين إيدو إلو"، لم تكن الأمور تسير على طبيعتها بوجود "أبو عنتر وغوار" المسيطرَين على المشهد بـ"الحيلة" تارة وبـ"القوة" تارة أخرى، لـ"درجة" بات القانون معها في حالة حرجة.
لم يستطع "أبو كلبشة" صاحب المخفر و"الفلقة" والأنف الذي لا يخطئ، أن يفرض القانون في حارة كان يحكمها "مكر غوار" وبلطجة "أبو عنتر"، وإن قادته حاسة الشم في كل مرة إلى حيث تكسر الجرة.
بحسابات القوة، كان "ياسين" ضعيفًا، لكنها المشيئة التي توجت "بقوش" بـ"فطوم" بعد مسلسل من النصب والمقالب والخدع، وبدعم من "أبو صياح"، فلم يكن لـ"البورظان" من الأمل بصيص في طريق "حيص بيص".
مسلسل محبوك خلاصته أن الذكاء والقوة قد يمكنان أصحابهما "مؤقتًا"، وأن من ظاهرة الضعف والصياح تكون النهايات السعيدة هي ليلة المباح، والرياح مُسيرة وموجهة وتدفع باتجاه من كان خالها "أبو رياح".
مثل هذه الأعمال القديمة ترسَخ في ذاكرة المشاهد، فلا ينساها، فكيف وهو يتابع الرياضة منذ "الأبيض والأسود"، حتى إن مل تكرار النهايات ففي الدراما هو مجرد مسلسل، وفي الرياضة هو فيلم بطولة مفصل!.
سأدع أمر فطوم وحسني وغوار وأبو عنتر وبقوش وأبو صياح وأبو رياح وأبو قاسم وبدري للقارئ "من بدري"، فله الحق في إنزال تلك الشخصات كما يريد، أما أنا فلا أعني بها أحدًا واستعارتي لها كان مجرد تمهيد.
أيام تفصلنا عن الدوري الأكثر "لغطًا"، من حارة كان فيها "أبو رياح" الجزار و"أبو قاسم" يبيع الخيار، وبين ساطور وعربة مُشاهد لا يرغب أن يرى "أبو عنتر" حكم ميدان، ولا "غوار" عضوًا في اللجان، وشعور بعدم الأمان.
ولعل إدارة الأهلي التي عاشت دور البطولة داخل و"خارج" الملعب قبل عام، لن ترضى بأن يفرض المخرج على بطلها دور "الكومبارس"؛ فيكون الضحية ولغيره "الأعراس" في دوري لا يحكمه "الفن" بقدر "شيلات" وصراخ و"زن".
أما الجماهير التي لا ترى "الصدفة" في لعب فريقها الافتتاح خارج أرضه "سنويًّا"، وبعكس منافسيهم، فسلاحهم ثقة لا تعرف المحال ولاعب يطربه تحدي الرجال، وحضور أمضى من الخنجر في خاصرة "أبو عنتر".
بل إن تناولهم للتحكيم لا أرى فيه الرأي الحكيم، فـ"حسني" الذي كان يردد إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا؛ فيجب أن نعرف ماذا في البرازيل كان ليقول إذا أردنا أن نعرف لماذا "الطريس" فيجب أن نعرف قصة "العويس".
ثم أختم بالقول: إذا كانت "كل مين إيدو إلو" مجرد حارة في مسلسل، فإنها في الدوري الدعوة لانتزاع الحقوق، بل الوصفة لمن أراد لـ"الحظ" أن يقوم، وخلاف هذا، فلكم في ذمتي مقال سيكون عنوانه "صح النوم".
فواتير
لم يستحق الأهلي لقب الزعيم إلا بتفوقه في جميع الألعاب، لقب أثبتته الإحصاءات وألعاب يجب أن تفيق من السبات.
التحكيم الذي لم تردعه "شمة" ثبت أنها أقوى من أنف دب، لا يصلح حاله إلا الثقة وضمير حي يقول صاحبه "يا رب".
إيقاف طبيعي لرئيس يحركه من الخلف رئيس مطرود، ويكتب بياناته محام لم يكسب قضية قط، لا داخل ولا خارج الحدود.
يخوض الملكي أول لقاءاته أمام الاتفاق، هي مباراة بطولة وانطلاق، فلا يقبل فيها عذر نقص أو انسجام ولا "إخفاق".