وطن وكأس العالم
كل العيون كانت تترقب مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب كوريا الشمالية، وكان الهم الوطني حاضراً للصغار والكبار، وكنا متحفزين متوترين قلوبنا مع الأخضر، وهي عاطفة جياشة تشربناها في بلد الأمن والأمان والعطاء والخير والتحدي والكفاح والعمل والجد.. وأذكر أول مشاركة وطنية تفاعلت معها وأنا طفل صغير أثناء دورة الخليج الثانية، وكنت أرى أصدقائي الصغار من المدارس المتوسطة يذهبون للتدريب للمشاركة في حفل الافتتاح بينما تعذر علي ذلك كوني أدرس في معهد إمام الدعوة وهو معهد لا توجد به مادة رياضية ولا تربية بدنية.. وأذكر أنني نمت باكياً بعد خسارة المنتخب الدورة في حي العطايف الذي كان فيه نجوم ونحن صغار على رأسهم ماجد عبدالله، الذي أتذكر فوز فريقه الحواري على فريقنا بخمسة أهداف سجلها جميعاً في إحدى سكك العطايف في الرياض للأسف، رغم أن النجوم اجتهدوا وقدموا كل ما لديهم، إلا أن الفريق الخصم لعب مدافعاً ولم يبتعد عن خط 18 وكان علينا استراتيجية في اللعب مختلفة، إذ كان الأفضل في الثلث الساعة الأخيرة إخراج نايف القاضي والإبقاء على عزيز وياسر مع الشمراني وهزازي مما قد يعزز الشق الهجومي.. وأعتقد أن النقاط الثمان التي أضعناها بسبب التحكيم واللعب في رمضان في مباراة إيران الأولى وكوريا الجنوبية والأنجيلة الصناعية أمام كوريا الشمالية والإرهاق الذي نال اللاعبين كان سبباً في هذه النتيجة، وأرى أنه من مبدأ مكافأة المبدع أن تمنح مكافأة مالية مجزية ومعنوية لنجمين تميزا بالعطاء والإخلاص والأداء الرائع، وأقصد أسامة هوساوي ووليد عبدالله.. وعموماً دخلنا في مباريات الملحق مع فريق متطور هو البحرين الشقيق الذي هزم منتخباً قوياً في المستوى والبنية، ولا شك أن افتقادنا لأسامة المولد والفريدي والعطيف أخوان كان له تأثيره.. وتضاعف حزني مع إعلان الحكم صافرة النهاية كون المباراة أمام منتخب يمثل بلدا لا أتفق معه في تطرفه الشيوعي الأيدلوجي.