مذكرات شخصية جداً
من الكتب التي كتبت بأسلوب سهل ومشوق وتطرح قضية خطيرة ومهمة كتاب (حكاياتي مع العلمانية) للأستاذ إبراهيم شجي الصادر من دار طوى للثقافة والنشر والإعلام لندن عام 2008، حيث يناقش التصنيفات والاتهامات التي يكيلها البعض للآخرين دون تثبت أو دراية أو وعي، والتي حذر منها خادم الحرمين الشريفين. وأكد ذلك مؤخراً سماحة مفتي عام المملكة بعدم إطلاق الأوصاف والنعوت على الآخرين دون تثبت. والأستاذ إبراهيم يكتب تجربته في الحياة بأسلوب ممتع بداية من طفولته ودراسته في المرحلة الابتدائية والمتوسط والجامعية بل يذكر وثيقة ميلاده ووالدته ووالده وتفاصيل هذه البداية في لحظات وفاء وافتخار بهذه البدايات الجميلة... ثم يذكر مواقف معينة يصف من خلالها أسلوب الحياة والمعيشة، مثل النوم عن الاختبار وأساتذته في المعهد العلمي وزيارة الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) للمعهد العلمي في أبها في 1393هـ، وبداية التصنيف أثناء الدراسة الجامعية، وموضوع إبعاد المتفوقين عن الإعادة في الجامعة، ثم العمل في الجزائر والتجربة الثرية هناك، والصدى الكبير هناك عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (رحمه الله) استبدال لقب صاحب الجلالة بخادم الحرمين الشريفين، وكيف فرح الناس هناك في الجزائر وتقديرهم للملك فهد (رحمه الله) بذلك، وكان المنعطف في الكتاب هو فترة الأحداث الإرهابية وكون إبراهيم معلماً وكاتباً، إذ تفاجأ (بعد انتهائي من إمامة جمع من الناس يزيد على أربعين رجلاً).. بخروج أحدهم يسب إبراهيم ويصفه بنعوت منها العلماني والضال، وأن الصلاة لا تجوز. حدث هذا في 8/8/1424هـ. وهنا تقدم شجي بدعوى لمحكمة رجال ألمع طالباً حكم التعزير نظير قذفه مع تراخي من حضر الموقف من الادلاء بالشهادة بحجج مختلفة، ونشرت الصحف أحداث هذه القضية، وكثرت الشفاعات لثني إبراهيم عن موقفه، وكانت سابقة كبيرة شغلت الرأي العام آنذاك، وكُتبت عدة مقالات ومقابلات تلفزيونية، وكان هدف إبراهيم هو ردع أي متطاول على عقائد الناس، لأن هذا يجر المجتمع إلى مصائب كبيرة، لأن هذه الاتهامات دون إثباتات مجرد ظن وهوى وسماع، وفعلاً أصدر القاضي في محكمة رجال ألمع بعد القضية بأشهر قراراً جريئاً بجلد المتهم 60 جلدة لقذفه شجي، الذي عفا عنه لنشر قيم التسامح. وهذا أراه يتفق مع توجيهات الدولة في أن يعيش المجتمع بقلب واحد متسامح يقبل الحوار بود وتصاف دون اتهامات أوحقد أو كراهية.