في زمن الصمت
عبدالله بن سليمان الحصين (رحمه الله) من الشخصيات الوطنية التي خدمت الوطن بتميز.. وبقيت آثارها من خلال عطاءاتها الفكرية والثقافية. فقد عمل لسنوات مديرا للتعليم في الطائف ثم في جدة ثم مديرا عاما لإدارة البعثات الخارحية بوزارة التعليم العالي، كما تولى رئاسة تحرير جريدة المدينة لمدة ست سنوات، وله مؤلفات في التربية والتاريخ والثقافة والسياسة، وكنوع من البر بوالده أصدر ابنه نبيل كتاباً في زمن الصمت.. والذي وجده نبيل محفوظاً بعد وفاة والده، وتوفي (رحمه الله) قبل إصداره.. وحظي بمقدمة جميلة لوزير الحج السابق د. محمود محمد سفر الذي أبدع في التعريف بالضيف والإحاطة بتجربته من خلال معرفته عن قرب في بعض محطاته الوظيفية، وفي ذلك يقول (بأنه كان ممارسا من الطراز النادر للإدارة التربوية والتعليمية.. وعمل في مجالاتها فاثبت قدراته وحقق ذاته وفاق بعض أقرانه، كما ساهم بحق وصدق وإخلاص في مسيرة التربية والتعليم بأفكار متطورة ولفتات حضارية ساهمت بلا ريب في المسيرة نضوحا وترسيخا وعطاء).
وينافش الكتاب موضوعات مثل أزمة الحوار في عصر الأقمار، والتطرف والعنف إلى أين، وتساؤل حول أهمية النظام الدولي الجديد وحضارة العقل والوجدان وغير ذلك من الموضوعات الفكرية والثقافية المناسبة للاطلاع والقراءة، ولعل وزارة التربية والتعليم بما عرف عنها من وفاء تسمية عدة مدارس في بعض مدن المملكة باسم الرائد الحصين، وإحدى قاعات جامعة الملك عبدالعزيز أو وزارة التعليم العالي في مبناها الجديد باسم الحصين تقديرا لجهوده (رحمه الله).. وهذا أقل القليل في زمن الصمت تجاه الرواد الذين تفاوت تقديرهم، حيث الوفاء في حالات ونسيان حالات وأسماء أخرى.
شاكرا للأخ نبيل على هذا الإصدار وللدكتور محمود سفر على هذا التقديم (ورحمة الله) على الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وهذا للتعريف به لدى الأجيال الحالية لمعرفة رواد ومفكري وطنهم الذين عرفوا بالوطنية والإخلاص ونكران الذات.