العنف في الملاعب
شيء مخيف هذا الذي شاهدته في بعض المباريات المحلية ومنها مباراة الأهلي والهلال في دوري زين مع بداية الموسم من تراشق ورمي واشتباكات وخصام وشتم بين جماهير الناديين حتى نقلت مباراتهما إلى نجران والإحساء.. وشيء محزن أن نصل بأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا إلى هذا المستوى ونحن أهل القرآن وأهل الإسلام دين المحبة والتسامح والسلام.. وماذا يعني أن يفوز الأهلي أو الهلال أو النصر أو الاتحاد حتى تتحول الكرة إلى شحن وشد وصراخ وعويل وضرب وسوء أدب وسوء أخلاق.. وهو أمر لا أتذكر حدوثه في ملاعبنا في السابق لأن الأمور كانت مربوطة إما بهتافات مسيئة أو بتلفظ على الحكم أو بمشاحنات بين اللاعبين والإداريين.. ولهذا المطلوب الحزم بشدة لوأد هذه الظاهرة وتحجيم انتشارها وأذكر في العام الماضي كان المخرج التلفزيوني أميناً في نقل ما حدث في مباراة الاتفاق والنصر من اعتداءات وضرب واحتكاكات بين الجماهير.. والمؤسف أن يأتي من يقلل من أهمية هذا الأمر وكأنه يرضى بالعنف وسوء الأدب وسوء الأخلاق.. وأعرف أن الموضوع لا يتعلق في معظمه في الكرة أو في الملاعب أو في أنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الرئاسة أو التحكيم وإنما هي أزمة تربوية نشهدها في النشء والشباب حيث سرعة الغضب وقلة التسامح والاتجاه إلى العنف وهذا ملاحظ حول ما تنشره الصحف يومياً من أخبار وأحداث وجرائم وأرى تعاون الرئاسة مع وزارة التربية والتعليم العالي والشئون الإسلامية والأمن العام والثقافة والإعلام لإعداد خطة حازمة وقوية توعوية ونظامية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وخطب الجوامع والمساجد للترويج لثقافة التسامح والتآلف والمحبة وأن الكرة فن ومتعة وترفيه مع تشديد التواجد الأمني كما يحصل في الرياض حيث تقل مثل هذه الحوادث وإحالة مثيري الشغب للقضاء والضرب بشدة عليهم لكي يدرك الجميع أننا في بلد الأمن والأمان وأن ملاعبنا نموذج بأخلاقها وأن ما يحدث في شواذ بعض الملاعب العالمية لا يعطي أي مبرر فنحن أهل الدين القويم دين السلام والمحبة والتسامح.