طب وإنسانية
ما أروح ما شاهدته في كلية الطب جامعة الملك سعود في حفل ختام حملة (ومن أحياها) برعاية وحضور عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الأستاذ الدكتور مساعد السلمان، فقد تجسدت فيه أجمل وأسمى أعمال الأنشطة الإنسانية الجميلة التي تبناها طلبة وطالبات من أبناء مجتمعنا المتكافل الطيب النبيل.. حيث استطاع طلبة وطالبات كلية الطب في إشعال فتيل الروح الإنسانية لدى الكثيرين عن طريق إشراكهم في حملة (ومن أحياها) للتوقيع على بطاقة تبرع بالأعضاء يمكن الاستفادة منها لمساعدة المرضى والمحتاجين في هذا الجانب.. وبينما انتشر طلبة وطالبات الكلية في أماكن التجمعات النسائية والرجالية لإقناع الآخرين بإنسانية هذا المطلب وأهميته، وكان الهدف رقماً معيناً، فإن الحملة نجحت نجاحاً باهراً في الحصول على 28 ألف بطاقة للتبرع بالأعضاء تستفيد منها الجهات المختلفة، كل ذلك بجهد طلابي جماعي يدفعهم الحس الإنساني والانتماء للدين القويم والوطن الأمين حتى وصلوا إلى هذه النتيجة المشرفة.. وكما قال د. السلمان في كلمته "شكراً لآبائكم وأمهاتكم الذين ربوكم وأحسنوا تربيتكم، فكان هذا العمل الذي ينكر الإنسان ذاته من أجل خدمة مجتمعه ووطنه".
شكراً لأطباء المستقبل وطبيبات المستقبل الذين رأيت فيهم مستقبل الطب في بلادي، وشكراً للأساتذة والأستاذات الذين علموكم ودرسوكم.. ولهذه الروح الجماعية الجميلة التي نحتاجها في جميع كلياتنا ومعاهدنا العليا، وشكرا للدكتور طارق السلامة، وشكراً للدكتور مساعد الحمزة، وشكراً للدكتورة سارة الرواف وكل من تعب وبذل وخطط وساند هذه الحملة للتعريف بأهمية التبرع بالأعضاء ومساعدة آلاف المرضى الذين يعانون ويلات المرض واعتلال الصحة، بينما بطاقة متبرع قد تكون سبيلاً لإحياء هذا الجسم العليل وتشافيه بعون الله عز وجل وقدرته.
أجواء كلية الطب يقودها عميد إنسان لم يكن المركز الأكاديمي هدفه بل الرسالة الصادقة في التربية والتعليم، وهو حراك تشهده هذه الجامعة يسعد كل مواطن مخلص محب لهذا الوطن المعطاء.