الدليل القاطع
هــــذا الاســــم لبرنــامج رياضـــي يقدمـــــه إعلامـــي ناجـح هو المحاور بدر الفرهود في القناة الرياضية السعودية، وأذكر أن هذا الاسم كان عنواناً لصفحة كاملة كنت أعدها في جريدة عكاظ كل يوم اثنين قبل سنوات، عندما كنت أعمل نائباً لرئيس تحريرها في المنطقة الوسطى، وصفحة الدليل القاطع كانت تحاور الوزراء والمسؤولين وأصحاب القرار عن طريق مفاجأتهم بتصريحاتهم وأقوالهم ومقابلات صحفية لهم، فكنت أعود للحوارات التي أجريت مع المسؤول قبل سنوات ثم أبدأ السؤال بذكر عدد الجريدة وتاريخ الصدور ورقم الصفحة ونص القول الذي قاله فيما يتعلق بالمشاريع أو الوعود أو التبرير لأمور في عمله، ثم أطلب رده وتوضيحه حول ما قال وسبب عدم وفائه بوعده أوبقوله، فكان الحدث مفاجئاً وبعضهم يذوغ ويبرر ويسوَّف أكثر، وبعضهم يعترف بالقصور ويكون أكثر واقعية ويعود إلى أوراقه ليجد أن التقصير في مساعديه ومن قلة متابعته، وأذكر أن الصــفحة لفكـــرتها كـــــانت متــــابعة وتوفر لدي أرشـــيفاً في متابعة الصحف وقصاصات المقابلات السابقة مع المسؤولين.
ولا أعلم عن طبيعة البرنامج الذي يعرض في الرياضية ولكن أتساءل عن مشكلة الأفكار وتناقلها وهي قد تكون بعفوية، وربما أن القائمين على البرنامج الرياضي لم يطلعوا على هذه الصفحة ولاعلم لديهم عنها. ولكن نحن ضعيفين في الوطن العربي في موضوع الملكية الفكرية، وعندما يكون الأمر عفوياً وبالمصادفة فهذا يكون أهون على صاحب الفكرة الأصلي، ولكن الأسف عندما يتقدم أحد بفكرة إعلامية تكون جديرة بالدراسة وناجحة ثم يجد التسويف والمماطلة من القناة أو الجريدة أو الشركة المختصة ثم يفاجأ بعد أشهر بتنفيذ الفكرة والحصول من خلالها على أرباح وأموال غش وخداع لأنها أخذت من فكر صاحبها الأصلي الذي يضيع بين دهاليز الشكاوى.