الإعلان والفائدة منه
هل أصبحنا شعباً استهلاكياً إلى الدرجة التي نراها في إعلانات الصحف والتلفزيون والجوال والإنترنت بشكل أصبح يشكل مصدر إزعاج وراء لهيث المادة وبريقها وجشعها بعيداً عن الخدمة المقدمة والسعر المناسب، وهنا عادت بي الذاكرة إلى أيامي الأولى في أمريكا قبل قرابة الـ25 عاماً عندما كانت الإعلانات الاستهلاكية هي السائدة وبدون أخلاقيات المستوى وحاجة المستهلك، وشاهدت مقترحاً في أحد المواقع الإلكترونية يشكر عليه صاحبه وهو تحويل هذه الإعلانات وهذه الرغبة إلى مجال استثماري لتحسين بعض المواقع السيئة، ومن ذلك دورات المياه في المساجد والأسواق ومحطات البنزين بحيث يسمح لوكالات الإعلان بوضع لوحات إعلانية لمواد التنظيف واحتياجات السيارات وغيرها ماعدا المواد الغذائية والمأكولات تكريماً للنعمة مقابل ضمان صيانة وتشغيل هذه المواقع ونظافتها الكاملة، ومثل ذلك دورات المياه في الملاعب الرياضية والحدائق والمطارات التي تئن من سوء الصيانة والنظافة، إضافة إلى مباني الأجهزة الحكومية التي تقفل فيها دورات المياه لموظفين مخصصين وعندما يأتي المراجع يتوه وهو يبحث عن دورة مياه أعزكم الله لأنها حتى المخصصة للمراجعين قد أقفلت وهناك كبار سن ومرضى يضطرون للخروج من المبنى للبحث عن دورة مياه، وكنت قد بعثت بخطاب لمدير عام مستشفى قوى الأمن السابق د. محمد مفتي رحمه الله أشكره على توفر دورات المياه للمراجعين ونظافتها فرد علي بأنه حريص على ذلك وأن هذا الموضوع البسيط يضعه في أولوياته ويشرف على المتابعة لأن دورة المياه النظيفة دليل على الصحة والرقي والحضارة وأن تكون متاحة للجميع وهذا سر تميزه رحمه الله في المجال الطبي والإداري حتى كان قد ترشح كوزير للصحة.