( قطرات من سحائب الذكرى )
ساعات معدودة رائعة وجميلة أمضيتها في قراءة كتاب الأستاذ عبدالرحمن السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء( قطرات من سحائب الذكرى ) الصادر من مكتبة العبيكان والمميز بأسلوبه السلس وجاذبية المعلومة والحس الإنساني الذي وفق فيه في سرد سيرة حياته وتجربته العصامية... ومنذ أن بدأت في قراءة الكتاب وهو يجبرني على ألا أتركه لأنتقل من مرحلة عمرية إلى أخرى بأسلوب مشوق ومثير وممتع ... فالكتاب يتحدث عن الصعوبات التي عاناها المؤلف في طفولته فقد كان فريداً ليس له أشقاء وكان ثمار زواج قصير بين رجل من نجد وامرأة من عسير تزوجت بعد ذلك ليتولى الطفل الصغير اتخاذ قرارات مصيرية في التنقل بين العيش مع جده لأمه أو أبيه أو خاله .... وتميز الكتاب بدقة الوصف وقوة الذاكرة للمؤلف في وصف مواقف وتجارب من المدرسة الابتدائية والتنقل بين القرية وأبها والاعتماد على النفس بما كان سبباً في صقل شخصيته ونموها في المستقبل حتى حقق الأول على مستوى المملكة في مرحلة الكفاءة والأول على المملكة في الثانوية رغم عدم وجود الموجه سوى الطموح الشخصي والقدرات الذاتية التي تواجه الصعوبات بصبر وكفاح وعصامية ... ويواصل المؤلف إعطاء التجارب والأمثلة للجيل الحديث عن تحديات الدراسة الجامعية في أمريكا والطموح للعلم والتميز للعودة للوطن لخدمته ثم المسيرة الوظيفية الناجحة المتوجه بالأمانة والإخلاص ونكران الذات وفوات فرص الطفرة في البحث عن المال والتجارة من أجل الفكر الإداري والتنموي وشرف الخدمة العامة .. وكم أتمنى على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أن تؤمن نسخا من الكتاب لإتاحتها في مكتبات المدارس الثانوية والجامعات والكليات وأن يدعى المؤلف للتحدث للشباب عن هذه التجربة فهذا أفضل من عشرات الموضوعات الجامدة التي تُحشى بها عقول الطلبة من خلال بعض الكتب الجامدة المقرر عليهم وهذا لا ينطبق على كتاب السدحان فقط بل كتب كثيرة لقيادات الوطن من الممكن أن يقدموا كنماذج عصامية للشباب وهم الآن في قمة المسئولية بعد هذا الدرب الطويل والكفاح العظيم حتى وصل الأستاذ السدحان إلى أن يكون المسئول الأمين الذي يجلس على يمين خادم الحرمين الشريفين في مجلس الوزراء ويشرف على متابعة وصيانة وبحث قرارات هذا المجلس الهامة و المصيرية للوطن .