عادت الطفلتان
جهد مميز ومهم قامت به وزارة الداخلية في نجاحها في استعادة الطفلتين الألمانيتين من مناطق متوترة ومواقع حدودية بحيث تم لم شملهما بذويهما في ألمانيا وكانت تصريحات السفير الألماني مؤثرة وقوية... وهنا أهمية الحدث الإنساني وتوظيفه إعلامياً من حيث الاعتماد على القصة الإنسانية وخلفيتها خصوصاً وأن الإعلام الغربي يهتم بهذه الأمور ولكنه يريد أن يغرق في التفاصيل لمعرفة الجهد الكبير الذي تم وهنا لم تهدف السعودية كوطن أن تقدم عملاً إنسانيا بهدف البروز الإعلامي لأن الهدف هو إنقاذ الطفلتين ولكن الإعلام مهم جداً خصوصاً مع محاولات التشويه والإساءة للسعودية ولعل سفيرنا الناجح د. أسامة عبدالمجيد شبكشي يتولى بفريق علاقاته هناك تغطية هذا الحدث المهم وإيصال رسالة مملكة الإنسانية في تلمسها للجوانب ذات الإحساس والمشاعر بفضل فطرة العقيدة الإسلامية ومعدنها الصافي والأصالة السعودية الوطنية في قيامها على مبادئ الشهامة والنخوة ومساعدة الآخرين.
عودة الطفلتين الألمانيتين إلى الحياة بعد وقت عصيب ستشكل حدثاً مهماً في ذاكرة الألمان وفي ذاكرة هاتين الطفلتين وفضل مملكة الإنسانية بعون الله في إنقاذهما... وهنا تعود بي الذاكرة إلى موقف صعب مررت به قبل سنوات في مطار شيكاغو وكان المنقذ بعد الله شاباً عربياً عرفني بنفسه بعد أن تجاوزت المحنة الصعبة بأنه درس وتعلم في السعودية وأنه يدرس الطب في أمريكا وهو يعتز ويفتخر بالسعودية وما قدمته له من احتضان وحب ودعم وتعليم ولهذا فإنه يجّد في دراسته لكي يعود للعمل في السعودية التي أعطته من إنسانيتها وأنظمتها ليعمل فيها ويخدم تنميتها... إنها حقاً مملكة الإنسانية.