ساهر الساهر
قبل عشرين عاماً أو أكثر فوجئت برسالة تصلني من أمريكا والتي كانت مرسلة على عنوان بريدي لقريب كنت أزوره في تلك الأيام، فأرسل الرسالة على عنواني في الرياض وفتحت الرسالة ووجدت صورة لي في إطار وفيه توقيت وتاريخ ومكان لمخالفة مرورية مع تفصيل للمخالفة وعلى ذلك بيانات كاملة عني تم توفيرها عن طريق رقم جوازي مع قيمة المخالفة وحقي للاعتراض إذا أردت الاعتراض عند المحكمة، وكانت المخالفة عدم الوقوف أمام علامة توقف والتي كان المعتاد في الرياض ألا تتوقف عند علامة توقف ... ولاحظت أن صورتي واضحة ولامجال لنكران ذلك ... فسددت المخالفة وأرسلتها على العنوان المرفق وإذا لم أفعل فسوف أواجه بمشاكل أثناء زيارتي لأمريكا مع مضاعفة المخالفة ولا عذر في التأخر عن التسديد .. ولهذا نجد الانضباط هناك وهذا الأمر في أوروبا وغيرها من الدول المتقدمة، وبحمد الله نجح المرور في استخدام هذه التقنية لضبط الانفلات المروري لدينا بعد أن وصلت الحوادث لأرقام عالية وخسائر بشرية زادت على الـ 6000 قتيل سنوياً وعشرات الآلاف من المصابين إصابات خطيرة من شلل رباعي ونصفي وإعاقات دائمة بسبب الجنون المروري ... وأستبشر العقلاء بهذا المشروع وشجعوه ودعموه لأنه بداية الطريق لخلق نظام مروري صارم يقضي على الفوضى السابقة، وأعجبني العقيد عبدالرحمن المقبل مدير مرور الرياض في حضوره الإعلامي اللافت والمميز لشرح هذا النظام والدفاع عنه أمام القلة الشاذة التي لاتستوعب أهمية النظام لتوفير السلامة، فلا يوجد بيت في المملكة إلا وقد تأذى من مشاكل المرور، فشكراً لساهر الساهر وإلى الأمام ومزيداً من تعميمه على جميع مناطق المملكة والعدل في تطبيقه.