كوريا والنظافة
كوريا الجنوبية بلد عظيم استطاع بالتعليم والانضباط ومحاربة الفساد الإداري والمالي أن يكون بلداً صناعياً منتجاً لكل شيء، حتى أصبحت ميزانية شركة واحدة فيه ميزانية عدة دول مجتمعة وذلك بسبب احترامه للجدية والعمل المخلص البناء.
ويحضرني لقاء مع مسؤول تربوي كوري في زيارة تشرفت بها مع زملاء للاطلاع على التجربة الكورية إذ صدمني عندما قال بأن هذا العز والتقدم والنهضة التي تعيشها كوريا كانت بأسباب منها العمالة التي تم إرسالها لكم لمد وحفر الكيابل لنشر الكهرباء قبل 30 عاما حيث كان عددهم كبير وفي مختلف مدن المملكة وكان مطلوب منهم وبرغبتهم وحسهم الوطني أن تحول رواتبهم للبنك المركزي الكوري ،وأن يرسل لهم أكلهم من كوريا بحيث لا يشترون شيئاً ولا ينفقون شيئاً ماعدا أنهم قضوا على الكلاب الضالة عندنا إذ كانت مفضلة عندهم ويحرصون على التجمع في إجازة العمل ودعوة بعضهم على تناولها كوجبه ، لكنهم جدوا واجتهدوا وركزوا على التعليم حتى وصلوا إلى ماوصلوا إليه، وأعجبتنا المدرسة الكورية بانضباطها ودقتها والحرص على المعلم المتمكن، فلا يدخل المهنة إلا بأصعب الشروط واجتياز الاختبارات، كما لاحظنا نظافة المدن والأماكن بسبب تعمق فكرة أن كل مواطن كوري مسؤول عن كل شيء في كوريا.. لهذا يحرصون على نظافة الشوارع والطرق، وينظف الطلبة مدارسهم وكلياتهم، ويسعد عمال النظافة في ملاعبنا عندما تكون هناك مباراة طرفها منتخب كوري، إذ سيأتي الجمهور الكوري ومعهم مايضعون فيه نفاياتهم ولايمكن مغادرة المكان إلا إذا أصبح المدرج نظيفا.
أما عندنا فقد بلغ الاستهتار مبلغه في رمي النفايات من السيارة بل ترك براميل القمامه خاوية ورمي المخلفات في الشوارع ، أما نظافة الملاعب فهي قصة أخرى سترونها في مباراة منتخبنا الأولمبي مع المنتخب الكوري حيث اختلاف المدرجين ونجاح مدرج بنجاح تعليمه والقيم التي يزرعها وفشل آخر بسبب فشل تعليمه في تحقيق أي رسائل إيجابية.