2008-12-06 | 18:00 مقالات

الأهلي يطير بالغترة والعقال

مشاركة الخبر      

في عز الأحزان الكروية السعودية من إخفاقات منتخبات الوطن على جبهاتها الثلاث الأول والشباب والناشئين، وخروج الوحدة من دوري أبطال العرب، وإخفاق الاتفاق في البطولة الخليجية في العام، وإخفاق الاتحاد آسيويا في الموسم الماضي، تدخل الأهلي وأعاد هيبة الكرة السعودية المفقودة منذ سنوات، وحقق للوطن كأس الأندية الخليجية حتى وإن جاءت على حساب فريق سعودي آخر هو النصر حاول ولم تساعده إمكانياته الفنية لمجاراة الأهلي ذهاباً وإيابا فخسر مرتين وخسر كأس البطولة لكنه لم يخسر شرف المنافسة. ولأن الكأس التي ترتدي (الغترة والعقال) على اعتبار أنها كأساً خليجية غالية لاتقبل القسمة على اثنين، فقد اختارت الأهلي حباً، وفضلت الانتقال من شواطئ الجزيرة الإماراتي إلى شاطئ عروس البحر الأحمر، وعلى وجه التحديد شارع التحلية الذي يضم في جنباته مقر قلعة البطولات الأهلاوية.
إن عودة الأهلي للبطولات ومنصات التتويج والتي غابت موسماً واحداً بعد بطولتي كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل التي حققها الأهلي من أمام الاتحاد في الموسم قبل الماضي في أقل من شهر واحد وبطريقة غير مسبوقة على مدى التنافس الطويل بين الأهلي والاتحاد، أكدت بأن الكبير كبير، والفرق الكبيرة لاتنام حتى وإن أصابها النعاس، وإن الانتعاش الذي حرك المياه الراكدة في الكرة السعودية بفوز الأهلي بكأس الخليج يؤكد نظرية (إن عطس الأهلي أصيبت الكرة السعودية بالزكام)، فالاتحاد مثلاً غاب عن البطولات أكثر من 22 سنة ومع ذلك عاد من جديد وبشكل أكثر توهجاً لأنه كبير بتاريخه وجماهيره وعراقته، ومن يصدق أن الأهلي وهو الفريق الذي يحتل المركز السادس أو السابع في الدوري المحلي لاتزال روح البطولة تنبض في قلبه وفي عروقه، وهاهو يعود من الباب الواسع وأكررها يعيد الهيبة والاحترام للكرة السعودية.
والنصر وإن غاب عن البطولات إلا أنه لايزال الفريق الكبير الذي قد يعود في أي وقت لو أن المسؤولين فيه تفرغوا للعمل الإداري أكثر من التصريحات والمداخلات والمقابلات الفضائية، لدرجة أن بعض المشاهدين رشح بعض إداريي النصر للعمل في القنوات الفضائية بعد ترك العمل الإداري بسبب الخبرة الإعلامية التي اكتسبوها، ورحم الله الرمز النصراوي الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي كان مدرسة إدارية متحركة فقد النصر هيبته بعد رحيله (رحمه الله).
إن سيناريو مباراة النصر والأهلي في الإياب والحسم كان هو السيناريو المتوقع، فلم يكن أمام النصر إلا الهجوم ولم يكن أمام الأهلي إلا اللعب على المرتدات، فالنصر افتقد الهداف بعد غياب سعد الحارثي الإجباري ومقلب رزاق .. هو نفس مقلب الأهلي مع قودوين.
ولاشك أن الأهلي تعامل بواقعية، وأشك أن هذا تكتيك مدربه البلغاري، إلا إذا كان قد تنازل عن قناعاته الفنية بإشراك لاعبين في غير مراكزهم، رغم أن البرازيلي المخضرم هاريسون كان من نجوم المباراة مع نجم الوسط تيسير الجاسم، وأعرف أن جماهير أي فريق لاتحب التحليل الفني بعد الفوز ببطولة لأن الفوز ينسي الناس كل شيء، المهم أن يستفيد مالدينوف من هذه البطولة، وأن قناعاته ليست بالضرورة أن تكون هي الأذكى والأفضل، وهاهو تيسير الجاسم في قمة مستواه عندما لعب في مركزه، واستثمار هذه البطولة وعودة روح الانتصار للاعبين من جديد في مباريات الدوري المقبلة لأن المركز الذي يقبع فيه الأهلي في الدوري لايليق بمكانته.
وإذا كانت عيون الخبير خالد بن عبدالله رمز الأهلي سبق أن اكتشفت الموهوب مالك معاذ وقدمته نجماً ذهبياً للمنتخب السعودي، هاهي نفس العين الخبيرة تكتشف موهبة حسن الراهب الذي أرهب النصر ذهاباً وإياباً، ولم يخش من(القط الأسود) الذي اقتحم الملعب قبل بداية المباراة، ونجح الأهلي والراهب في ذبح (القط الأسود) والفوز على النصر.. وإنه لاتشاؤم ولاطيرة في الإسلام.