متعة حتى وإن غابت الأهداف
عندما يكون الحافز قوياً تكون المنافسة والمستوى بنفس حجم الحافز.. وعندما تقابل الاتحاد مع الهلال في جدة في أسخن جولة دورية لدوري المحترفين السعودي جاءت المواجهة عند الموعد وعند حسن ظن عشاق الأداء الرفيع.. ويومها كانت جدة تحتفل بعريسها الأهلي العائد من الرياض بكأس الأندية الخليجية لأبطال الدوري على حساب النصر بهدفي حسن الراهب وبدر الخراشي.. لكن فرح عروس البحر الأحمر لم يكتمل لأن الاتحاد لم ينجح في اختبار الهلال الصعب وخرج بنقطة تعادل سلبي في مباراة كانت بحق وحقيق هي الأحلى والأجمل منذ انطلاقة الدوري السعودي.
والحق يقال إن التعادل السلبي نتيجة غير محببة عند عشاق الإثارة والأهداف ولايعكس واقع المباراة التي حفلت بالعديد من الفرص السانحة للتسجيل منذ أول دقيقة عندما حاول عماد متعب هز شباك الدعيع الذي استحضر كل خبراته وصد الكرة ومعها أكثر من خمسة أهداف اتحادية محققة.. وفي المقابل كانت العارضة والقائم يلعبان مع حارس الاتحاد مبروك زايد وصدا أهدافا هلالية محققة بالنيابة عنه.. وإذا كان محمد نور ورقة الاتحاد الرابحة فإن عودة الليبي طارق التائب كان أثرها واضحاً وجلياً على الزعيم ووضع التائب أكثر من كرة لمهاجمي الهلال كان آخرها في الثانية الأخيرة ووضعها على قدم المهاجم قليل الخبرة فهد المبارك التي لم تكن تحتاج إلا لنفخة فقط من المبارك والواضح أن التمريرة العالمية من التائب كانت أكبر من استيعاب المبارك.
أما الذين لا يزالون يلعبون على وتر الوطنية وأن الحكم السويسري توليني ارتكب أخطاء ولم يخرج المباراة إلى بر الأمان فإن أهدافهم معروفة.. وعلينا أن نتخيل لو أن المباراة بين الاتحاد والهلال أدارتها صافرة ورايات محلية ولهؤلاء أقول لقد نجح الحكم السويسري ولاداعي للصيد في الماء العكر وتصيد الأخطاء فالتحكيم الأجنبي أفضل ألف مرة من التحكيم المحلي سواء من حيث متابعة الكرة أو اتخاذ القرار والأهم من كل شيء أن الحكم الأجنبي ليس عرضة لأي ضغوط إعلامية أو شرفية وهذا من أسباب نجاحه حتى وإن أخطأ فإن أخطاءه سوف تندرج تحت بند (حسن النية).
ومن يريد أن يفتح معي ملف التحكيم المحلي في الدوري السعودي أحب أن أذكره بأحداث مباراة النصر والاتفاق في الدمام من باب فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
إن المستوى الفني الرفيع والقوة الهجومية الضاربة في صفوف الاتحاد والهلال ووجود حارس أسطوري بحجم وقامة محمد الدعيع أخرجت لنا مواجهة في منتهى الجمال والروعة وكانت 90 دقيقة مشرفة للدوري السعودي وإن شابها بعض الاحتكاكات الفردية في معمعة الانفعال والبحث عن الفوز على غرار ماحدث بين مدافع الاتحاد أسامة المولد مع لاعب الهلال الفريدي الذي لم تشفع له الابتسامات المتبادلة أمام الكاميرا بعد نهاية المباراة وإن كانت مبادرة تسجل للاعبين ولكن بعد فوات الأوان إلا أن المنظر الإجمالي للمباراة كان جميلاً وجاءت المباراة انتصاراً للكرة الهجومية التي يقودها المدرب الارجنتيني في الاتحاد كالديرون والذي يساعده على ذلك وجود عدد كبير من الأوراق الهجومية وهم المصري متعب والمغربي بوشروان والهزازي والذين سيلحق بهم البرازيلي فاجنر إلى جانب الوسط المهاجم محمد نور ويبدو أن هذه الكتلة الهجومية الضخمة في الاتحاد عوضت العميد طرد المهاجم كيتا بعد تصرفه الصبياني والأهوج في نهائي كأس الأبطال وإن كنت أحب كيتا كلاعب إلا أنه دفع ثمن حماقة ارتكبها في مباراة نهائية وعلى مرآى ومسمع من الجميع.