2009-03-28 | 18:00 مقالات

خفافيش الإنترنت

مشاركة الخبر      

الذين لازالوا يعتقدون أن مصائب الإعلام ومن بينه الإعلام الرياضي الذي هو جزء من منظومة إعلامية كبيرة منها ما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي مقتصرة ومختزلة فقط في سلبيات الإعلام المقروء وأقصد به الصحف الورقية مخطئون جداً.. ولأن الرياضة هي مجال حديثنا فإن الصحافة أصبحت بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من كل الأحقاد والاحتقانات التي لوثت الوسط الرياضي، وكثيراً ما عانت الصحافة الرياضية المقروءة من انتقادات ساخنة ولاذعة لدرجة أن عبارة (كلام جرائد) أصبحت مثلاً يضرب على الأخبار الكاذبة وهذا تجن كبير على الصحافة المقروءة التي كثيراً ما عملت وثقفت وكانت من أسباب نجاح الرياضة وارتفاع نسبة الحضور الجماهيري وشعبية اللاعبين.
وجاءت الفضائيات الرياضية وحملت معها الغث والسمين، وقلنا بأن العملية متروكة للمتلقي ومستوى ثقافته.. ومهما كان حجم السلبيات في الصحافة والفضائيات فإن المتهم بلا شك سيعرف من هو (غريمه) لأن للقناة مسؤولين وللجريدة جهاز تحرير معروف ومعلن، لكن المصيبة المستعجلة التي ظهرت علينا في السنوات الأخيرة هي منتديات الإنترنت، وهذا لا يبرر بأن أقول بأن العيب في خدمة الإنترنت فهو سلاح ذو حدين فيه ثقافة وعلم ومواقع إسلامية وثقافية ورياضية واجتماعية تناقش مشاكل المجتمع بطريقة متفتحة وحضارية، لكن العيب في البعض الذي لا يأخذ من الحضارة والتطور إلا (الحثالة)، فمن يتصور أن تقنية الإنترنت حولناها من مفيدة إلى مضرة وأصبحت لسان (الجبناء) الذين لا يملكون رجولة وشجاعة المواجهة المباشرة (رأساً برأس)، ولا هم لهم إلا الدخول على المنتديات بالبراقع أو التخفي تحت أسماء نسائية أو مستعارة وممارسة الشتم وهتك أعراض الناس وممارسة النميمة والبيع والشراء في ذمم الناس دون وازع لمراعاة مشاعر أسر المشهر بهم بحق أو بدون وجه حق، وفي الحالتين فإن الأمر يخالف الشريعة والعادات والتقاليد لأن المؤمن من أمن الناس من لسانه ويده.. وأن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه.
لقد سبق لي في موضوع سابق أن أطلقت على هؤلاء بأنهم (جبناء الإنترنت)، وأعتقد أن كلمة جبناء قليلة في حقهم وأذكرهم بالقول المأثور للقائد المسلم خالد بن الوليد الذي قال عندما حضره الموت (فلا نامت أعين الجبناء) والآن أجد نفسي مجبراً على تكرار نفس الوصف لعلهم يرتدعوا ويتركوا أعراض الناس، لأن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عوراته.
والمطلوب الآن وقفة رسمية وشعبية، وعلى المشرفين على المنتديات الرياضية وغيرها أن يتقوا يوماً يرجعون فيه إلى الله.. والضمير الحي هو الرقيب الحقيقي قبل كل شيء وإلا فإن يد الدولة أعزها الله قوية وتملك بإذن الله القدرة على ضرب ووقف المستهترين بأعراض الناس بيد من حديد، لأن هؤلاء أبشع من الإرهابيين فهم كالخفافيش الذين يعشقون العمل في الظلام.