وفدنا يكسب التحدي
المنافسة الرياضية عمل مهم لنجاح أي نشاط رياضي، حيث لاتستمر الرياضة بلا منافسة وبالذات في رياضة ككرة القدم فتابعنا بكل لهفة منتخبنا الوطني الشاب وهو يقارع منتخبات أخرى في خليجي (20) في اليمن الشقيق, ورغم قناعتي بما حققه المنتخب من إنجاز في البطولة إلا أن منتخبنا شجعنا بعد متابعته بأن لانرضى بغير الأول، وقد يكون المدرب له دور في ذلك وبالذات في عدم توفيقه للتغييرات في الشوط الثاني الأصلي من لقاء الكويت، والمنصف يقول بأن منتخبنا لايستحق الخسارة لكن هذه إرادة الله فقد أظهر اللاعبون تميزا رائعا من خلال الأداء الرجولي الجميل المتصف بقدرات ومواصفات بدنية وفنية وذهنية ونفسية عالية، ويكفي أن قائد المنتخب المبدع الموهوب الشلهوب ذرف الدموع من أجل الوطن وحبا في اعتلاء الصدارة التي ألفها مع منتخبه وناديه لرفع علم المملكة خفاقا، فقد أبلى وزملاؤه بلاء حسنا، وكما يقول المثل الدارج في المملكة (من يعرفك يحقرك)، فقد ذهب منتخبنا إلى اليمن ونحن فاقدون الثقة فيه على اعتبار أنه لايمثل الفريق الأول رغم أن الكل رشحه للمنافسة على البطولة على اعتبار أن من يمثل المملكة هو ذاك الرجل، وفي واقع الأمر أرى أنها خطوة إيجابية ورائدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمشاركة بهذا الفريق المشرف لتعدد الاختيارات في ظل وجود اللاعبين المتميزين في دوري زين السعودي، إلا أنني أخال بأن هذا التوجه بني على تخطيط استراتيجي واضح لأن بوادر التردد ظاهرة في الإعداد للمشاركة في البطولة حتى آخر لحظة والتي أعلن فيها اتحاد الكرة المشاركة بهذا الفريق الشاب دون الفريق الأول.. وهي خطوة نحو التطوير ولإيجاد صف ثان قوي وداعم للمنتخب الأول، وحفاظا على لاعبي الفريق الأول من حدوث أي إصابة لأحد أفراده, والحق يقال بأن هذه البطولة من وجهة نظري الشخصية من أجمل البطولات وأكثرها إثارة ومتعة وإيجابية، وقد حققت العديد من الأهداف التي أقيمت من أجلها لعل من أهمها تعزيز ثقة الأحبة والأشقاء في اليمن في أمنهم وبروز وجوه جديدة وواعدة في سماء الكرة الخليجية وابتعاد مسيري الفرق والقادة الرياضيين عن رفع الشعارات التي تثير التعصب والقلق والتشجيع المثالي من اليمنيين، حيث تجد المدرجات وفيها جميع أعلام الدول المشاركة مع الجماهير، وإن كانت ظهرت من بعض الإعلاميين المرضاء في بعض القنوات الفضائية هفوات تخدش التواصل وتريد الاصطياد في الماء العكر، ورغم ذلك لم تنجح في التقليل من نجاح الدورة وعبق اللقاء، ثم إن المتابع في الشارع الرياضي والمجالس الرياضية وبالذات في المملكة لم يكن لديه احتقان حول البطولة لبعدها عن الإثارة الإعلامية غير الإيجابية وهذا يسجل للجنة الإعلامية للبطولة وقبلها لممثلي الدول المشاركة الذين عبروا عن قيمة المنافسة بعبارات بعيدة عن التجريح أو التقليل من الأخوة الخليجية التي تميز هذه البطولة.
و تؤكد الدراسات والأبحاث أن المنتخبات استفادت من هذه البطولة سواء من الناحية الإدارية والفنية أو المادية أو المعنوية، ومن المعروف أن مدى إنجاز أي عمل من الأعمال يتوقف على التفاعل بين مجموعة من العوامل الداخلية (الإدارية والفنية والمادية) ومجموعة من العوامل الخارجية (البيئة التي تحيط بالفرد وظروفه) والمدرب، وهذه حقيقة متعارف عليها، والواقع يقول إن هذا المنتخب الشاب ذهب معه وفد إداري رفيع المستوى من الكوادر الوطنية المخلصة يرأسه سعود العبد العزيز وهو وجه مألوف وصاحب خبرة طويلة في مجال الشباب والرياضة تجاوزت الثلاثين عاما في رعاية الشباب، والمعروف بقدراته الإدارية ومرجعيته الفنية بحكم طبيعة عمله وممارسته اليومية في عمل الرئاسة كوكيل لرعاية الشباب لشؤون الرياضة، والتي يعتبر عملها يمثل 80% من عمل الرئاسة، وقدرته على القيادة و التفاهم، فهو المعروف بحيويته الرياضية الشبابية وتواضعه وسهولة التعامل والتفاعل معه، حيث إنه واجهة مشرفة للمملكة، ووجود أعضاء من مجلس إدارة اتحاد الكرة مؤثرين مثل أحمد الخميس ومصلح آل مسلم وفيصل عبد الهادي الأمين العام، حيث رأينا عملا إداريا احترافيا بعيداً عن الضوضاء والارتجالية والعشوائية، فالكل نجح في تمثيلنا في خليجي 20 والأهم أن يحرص الاتحاد السعودي لكرة القدم على رعاية هذا الفريق الذي بالإمكان أن يكون أفراده فاعلين ومؤثرين في المستقبل القريب، وقد يكون من المناسب تكليف أحد المدربين المميزين بالاستمرار في الإشراف على هذا الفريق ومتابعته ورعايته وتنظيم لقاءات ودية لهم، وقد يمثلنا في بعض دورات الصداقة الدولية أو البطولات ذات الطابع الودي الحبي، هنيئا لنا بأبطالنا الذين شرفوا الوطن،وأقترح أن يتم تكريمهم التكريم اللائق بهم لتعزيز روح التواصل الحقيقي الذي ينشده اتحاد كرة القدم.