2008-12-12 | 18:00 مقالات

هلا.. وين؟!

مشاركة الخبر      

الـ (هلاوين) يا - أصحاب - هو عيد تحتفل به كثير من الدول الغربية في 31 أكتوبر، وهو مخصص أساساً للأطفال، حيث يرتدون فيه ملابس تنكرية غريبة تميل إلى التخويف الطريف، ويدورون على بيوت الناس يخيرونهم بين خداعهـــم أو إعطائهم للحلوى trick-or-treatingويتضمن هذا الاحتفال أيضاً قراءة القصص المخيفة ومشاهدة أفلام الرعب.
ولم يعد الهلاوين اليوم للأطفال بل حتى الكبار بدأوا يتحمسون له! والطريف أن نساءنا وتحديداً (المنقبات) منهن في جلاسكو كما في غيرها من المدن البريطانية ساهمن في الـ (هلاوين) دون أن (يدرين)، فبدين وكأنهن متنكرات بأقنعة غريبة سرعان ما أضحت واقعاً ألفه الناس في هذه البلاد، ليس فقط في الحادي والثلاثين من أكتوبر بل وعلى مدار العام!
ومع ذلك قد تجد من يستنكر عليهن هذا الغطاء الذي فرض نفسه في الغرب بكل (إبهار)، كذلك المخمور الذي شده نقاب زوجتي ليقول لها بأن الـ(هلاوين) لم يأت بعد!
أو كذلك الذي احتفى بزوجة أحد المبتعثين في مدينة (نيوكاسل) كانت تسير في الشارع.. فراح يحييها مهنئاً بهذا الابتكار الجديد الذي تقدمه للـ(هلاوين) مردداً: هلا.. وين.. هلا.. وين؟!.. وأختنا التي لم تسمع بالـ (هلاوين) تظن أنها تتعرض لحالة (معاكسة) كما هو مألوف عندنا!
الطقوس العجيبة للـ(هلاوين) دفعت أبنائي لسؤالي عما إذا كان من الممكن لهم أن يخرجوا مثل بقية الأطفال ليجمعوا الحلوى بهذه الطريقة الممتعة! ولأنني سمعت أن هذا الاحتفال يقوم على اعتقاد ديني فضلاً عن أنه يبدو في ظاهره تسولاً قد يجعل الأطفال أكثر جرأة في سؤال من لا يعرفون، فقد اعتذرت لهم لرفضي طلبهم واقترحت عليهم بديلاً وهو أن نذهب لشراء الحلوى من السوق، ولكنهم لم يتحمسوا!
(الهلاوين) وأعجاب الأطفال به ذكرني بأيام العيد يوم كنت صغيراً.. كنا نمارس طقوساً مشابهة.. نذهب إلى البيوت ونطلب العيدية، فنعطى حلوى أونقوداً!
لم يكن هناك من ينكر علينا!
اليوم لم أعد أرى الأطفال يذهبون لطلب العيدية.. الأطفال باتوا يأخذون عيدياتهم من والديهم وأقاربهم، وهو أمر محمود ولكن يبدو أن فرحة العيد لم تعد كما كانت بعد أن انشغل الآباء وكذلك الأمهات ولم يعد لديهم وقت يقضونه مع أبنائهم كما كان في السابق. وحتى لا يلتفت أولادنا إلى مثل هذا الـ (هلاوين) وأبن عمه (الكريسمس) الذي بات على الأبواب، أو نجدهم يبحثون عن الحب في (عيد الحب)، علينا أن نحيطهم بحب ونسعى لجعل أعيادنا أكثر إمتاعا لهم، ولن يكون ذلك إلا إذا استطعنا التفرغ لهم ومشاركتهم طوال أيام العيد، مبتكرين من وسائل الترفيه والمرح ما يغنيهم عن النظر إلى ما يرونه حولهم من أعياد.. نقدم لهم كل ما نستطيع لإشباع ذلك الفضول والرغبة في الاستمتاع في أطار تشويقي واسع لن تضيق به أبداً هذه الشريعة السمحة التي جاءت لخيرنا وسعادتنا في الدارين.. وكل عام وأنتم طيبون!