2008-12-19 | 18:00 مقالات

أفلا يعقلون؟

مشاركة الخبر      

يا صديقي الذي لطالما كنت تسعى لإقناعي بعدم إدراك الكافرين لما هم عليه من الضلال.. بل وتزيد بأنهم يرون بصدق ما يدينون به من غير الله!.. ومن جهتي أحاول أن أقنعك بأنهم يعلمون، وإنما أقعدهم الكِبر والهوى عن التفكر والبحث، ومن ثم الانصياع لأمر الله الجلي الواضح!
الله ـ يا صاحبي ـ عادل لا يظلم أحداً بل هو رحيم بعباده ولن يعذبهم على شيء إلا بعد أن يبعث إليهم بالنذير. قال الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعثَ رسولاً).. وقد بين للناس ما يدخلهم الجنة وما يهوي بهم ـ والعياذ بالله ـ في النار قال الله تعالى: (وهديناه النّجدين)‍.. والآيات والأحاديث في هذا الشأن كثيرة!
العقل الذي كُرم به الإنسان هو مدار التكليف الذي خلق من أجله، به تقام الحجة عليه وإلا كان كالبهائم محدودة الغاية.. محدودة الوسيلة!
إنني أتفق معك بعدم معرفة كثير من هؤلاء الكافرين بأمور الإسلام.. فرائضه.. أحكامه.. الخ.. ولكني لا أوافقك في أنهم لا يدركون منافاة ما يعتقدونه ويمارسونه لمسلمات الخير والصلاح التي فطر الله الناس عليها!
كلنا نعرف بأن معرفة المشكلة تحدد الحاجة ومن ثم الوسيلة التي تحققها!
إن الإنسان يا صديقي يمارس هذه العملية في كل شؤون حياته، فنراه يبدع في تشخيص المشكلة ليحيط بأبعادها من أجل توفير المتطلبات والوسائل التي تكفل حلها.. فهل هؤلاء الضالون لا يدركون مقدار ضلالهم؟!.. هل ترى ينقصهم العقل لإدراك أنهم يسيرون عكس تيار الفضيلة والخير؟!
جرب واسألهم عن بعض ما يمارسونه من سلوك شاذ في التفكير والعمل، وستجدهم يقرون لك بأنهم مذنبون.. فلماذا حين توضع أمامهم أحكام هذا الدين القويم الذي يحمل لهم العلاج الشافي لكل أسقامهم في هذه الحياة لا يستجيبون؟‍!
إنه خيارهم ـ يا صاحبي ـ ركن بهم إلى هذه الحلوة الخَضِرة.. آثروها على ذلك النعيم المقيم في تلك الدار التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
كل من أسلموا قالوا: إن الشك قادهم إلى اليقين.. هذا ما قالته أيضاً تلك المرأة (النيكاراجوية) التي جاءت إلى جلاسكو بحثاً عن حياة كريمة ليكرمها الله بنعمته العظمى.. نعم لقد أصبحت مسلمة في قصة معبرة سأرويها لكم الأسبوع المقبل إن شاء الله. في أمان الله.