2008-12-26 | 18:00 مقالات

صومي ثلاثين يوماً! (1/2)

مشاركة الخبر      

(صومي ثلاثين يوماً).. ويعود النداء في الليلة التالية وسط رؤىً لمشاهد غير مألوفة!
المرأة الخمسينية التي جاءت من (نيكاراجوا) إلى (جلاسكو) كانت تعيش بكل حواسها جلال الموقف.. الصور تفيض بروحانية لم تر مثلها من قبل!.. لم تقتنع يوماً بما كانت تراه وتسمعه في الكنيسة رغم أنها ظلت تتردد عليها طوال حياتها!.. لا زالت تذكر إقامتها مع القسيس وزوجته في الكنيسة وكيف أنها سمعت في المنام من يقول لها بأن النصرانية ليست الدين الحق.. تذكرت كيف غضب منها القسيس وحذرها من أن الشيطان يسعى لإضلالها، وتذكرت كيف طردتها امرأة القسيس من الكنيسة.. تذكرت كل ذلك ولم يعد عندها شك بأن ما رأته أخيراً هو الحق.. هو المخرج الصحيح من تلك المتاهة!
ذهبت تسأل عن تفسير للحلم المدهش.. طفل أسمر يلعب تستوقفه لأول مرة كي تسأله عن دينه!.. في الغرب لا أحد يسأل أحداً عن دينه.. ولكن هذه المرأة راحت تسأل طفلاً!
قال لها: إنني مسلم!
قالت: ما الإسلام؟
لم يجب، وأخذها إلى بيت زوجين من السودان يعيشان بلا أطفال!
دخلت عليهما فاستقبلاها بحفاوة وكرم أهل السودان!
وأخذت تحكي لهما عن الحلم الذي شاهدته مراراً والصوت الذي يدعوها للصيام ثلاثين يوماً!
فبينا لها أن المسلمين يصومون شهراً في كل عام يسمى رمضان.. وأن هذا الشهر سيحل بعد أيام!
تابعت تسأل بلهفة وترقب تبحث عن تفسير للصور التي رأتها.. مكان متدرج تعلوه بيوت وفي مكان منخفض بيت أسود يدور حوله أناس يلبسون الأبيض!
الحق ساطع.. ولكن الحكمة كانت هناك.. ذهب الرجل إلى جهاز (الكمبيوتر) ودخل على أحد المواقع على (الانترنت)، وعرض صورا مختلفة بشكل عشوائي، ثم عرض عليها صورة للكعبة المشرفة ومشهد الطواف، فصاحت المرأة بصوت عال: لقد رأيت هذا في الحلم.. ثم عرض عليها صورة لـ(مقام إبراهيم) فصاحت ثانية: ورأيت هذا أيضاً!.. وحين رأت البيوت فوق الجبال التي تطل على الحرم المكي الشريف أكدت لهم أنها شاهدت كل هذا في المنام!
وبدأ الرجل وأمرأته يعلمان هذه المرأة أساس دين الإسلام القائم على التوحيد وعدم الإشراك بالله، ويشرحان لها أركان الإسلام.. والمرأة تقر بأن هذا هو الحق، وأن ليس لديها شك في صدق هذا الدين!
ولم تخرج أختنا من ذلك البيت الطيب العامر بالصلاة والصيام والذكر إلا بعد أن اغتسلت وتعلمت الوضوء والصلاة، وحفظت الفاتحة.. وظلت ذلك اليوم تبكي وهي تردد كلمات الله.
ما أجملها من مشاعر.. تعالوا نعيشها أكثر في الأسبوع المقبل إن شاء الله.. في أمان الله.