زوج بـ(عينين زرقاوين)
سعاد تريد زوجاً بمواصفات معينة.. أكثرها تحديداً أن يكون صاحب عينين زرقاوين.. سعاد ما زالت تنتظر (فارس الأحلام).. يأتي على جواد أبيض ليأخذها من بيت أهلها إلى بيت الزوجية.. بل وتزيد فتريده بعينين زرقاوين.. فيما فتاة اليوم تقبل أن يأتي راكباً سيارة (يابانية) أو حتى (كورية).. ولا بأس إن كانت بالتقسيط، فهي تدرك حال السوق وكيف أصابته (الأسهم) في مقتل!
فتاة اليوم هينة.. لينة.. تؤمن بالواقعية.. ولا مكان عندها للأحلام!
ولكن سعاداً ما زالت تصر على أن يكون زوجها بعينين زرقاوين!
ولكي نجد لها الزوج المطلوب لا بد أن نبحث في ملفات دائرة الأحوال المدنية وسط سجلات أكثر أصحابها من ذوي العيون العسلية!
قمحي اللون.. عسلي العينين.. والعلامة الفارقة (سطوة) في الجبهة!.. هذا هو السائد في سجلات الأحوال المدنية. وقد يقول قائل: ولماذا لا يتم الاستعانة بـ(الكمبيوتر) في البحث عن أولئك الشباب (الحلوين) ذوي (العيون الزرقاء)؟!.. وربما يسارع آخر ليوصي سعاداً بأن تضع إعلاناً في مواقع الزواج المنتشرة الكترونياً أو فضائياً.. وقد يأتي ثالث ورابع فيقترحوا عليها وسائل أخرى للبحث عن صاحب العينين الزرقاوين!
ومع أنني لست من (جهينة) فقد جاءني (خبر يقين) يقول بأن البحث عن صاحب العينين الزرقاوين قد توقف بعد أن اقترنت سعاد بـ(عمرو).. شاب وسيم.. أنيق.. لطيف المعشر.. يعمل في شركة معروفة براتب كبير.. والأهم أنه ينظر إليها بتلك العينين الزرقاوين التي لطالما حلمت بهما!
ولعلكم تتساءلون عن الوسيلة التي جاءت بـ(عمرو) ذي العينين الزرقاوين ليأخذ (سعاداً) ويطير بها الى عوالم من الأنس والفرح.. فرح العرس.. فرح الحصن!
إنه (الدعاء) يا صويحبات (سعاد)، فقد حضرت سعاد مرة محاضرة لداعية معروفة.. كان موضوعها (فضل الدعاء).. لم تنس سعاد قول تلك الداعية وهي تحث الحاضرات على الإكثار من الدعاء والإلحاح على الله به.. لم تنس قولها: أطلبي أقصى ما تريدين.. بل وفصليه تفصيلاً.. فالله يملك كل شيء ويعطي كل شيء.
حكاية (سعاد) سمعتها من (المدام)، وقد شجعتني على الدعاء والتفصيل فيه فإذا بكل ما دعوت به يتحقق تماماً كما أردت!
شكرت (المدام) على هذه الحكاية المفيدة.. الظريفة.. اللطيفة.. ثم قلت لها مازحاً: وماذا عنك؟.. هل تراك قد دعوت بأن يأتي (زوجك) المدعو (أنا) كما هو ظاهر في الصورة.. قمحي اللون.. عسلي العينين.. وعلى جبينه (سطوة)؟!.. قالت: تماماً.. ولكن أين السطوة؟!.. قلت: دققي.. إنه جرح صغير فوق الحاجب لا يرى بالعين المجردة!
وأخيراً.. قلت لصاحبتي ـ في وفاء ـ لكل إنسان خياراته.. وإنني لأحمد الله انك لم تذهبي إلى (العيون الزرقاء) مؤثرة صاحبك القمحي ذي العينين العسليتين و(السطوة).. وإلا لكنت قد حرمت من امرأة مختلفة.. ليس لها مثيل في النساء!