أحلى مكتبة
احترت كثيراً في وضع عنوان هذه المقالة.. وكلما اخترت واحداً وجدته جامداً.. ثقيلاً.. لا (يبلعه) قراء "الرياضية" الذين يحبون الأشياء الخفيفة.. الحلوة.. الظريفة!
ولأن الحديث عن المكتبة يبدو جاداً ويظل يذكرنا بالكتب والدراسة فلعلنا نحتاج إلى وسائل جذب للحديث عنها!
ولأن الكتاب يقرأ من عنوانه، فلم أجد أجمل وأنسب من (أحلى مكتبة) عنواناً للحديث عن هذه المكتبة.
تعال معي أدعوك لتناول القهوة هنا في (جلاسكو) في مكان نموذجي للدراسة والقراءة الحرة بل وتصفح مواقع الإنترنت.
هل شعرت بالجوع يا صاحبي؟.. تعال – إذاً – لتناول بعض الوجبات الخفيفة من قائمة عريضة من الأطباق والسندوتشات والحلويات والمشروبات! كل هذه المتعة في مكتبة عامة اسمها (ميتشل) Mitchell Liberary.. لا تحتاج لكي تزورها وتحظى بكل خدماتها إلى أية التزامات مالية.. بل وتستطيع أن تدخل هذا العالم الجميل المفيد الممتع بعد خمس دقائق من وصولك.. كل ما عليك هو تعبئة نموذج يحمل اسمك وعنوانك ليقدموا لك رقماً خاصاً بعضوية تتيح لك الدخول على الإنترنت سواء باستخدام أجهزة الحاسب الآلي المنتشرة بأعداد كبيرة أو عن طريق جهازك المحمول عبر خدمة (واي فايWireless Fidelity).. خدمات الإنترنت موجودة في أقسام عديدة من المكتبة، وبشكل أساسي في البهو الكبير في الدور الأرضي الذي يوجد به المقهى الذي جهز بأرقى وأحدث الطاولات والمقاعد التي تحقق للزوار الراحة والمتعة في آن واحد!
مكتبة (ميتشيل) ذكرتني بالمكتبة العامة القريبة من (قصر خزام) في جدة.. كنا نزورها لقراءة الصحف والمجلات والقصص قبل ما يزيد على الثلاثين عاماً.. كنت وقتها طالباً في المتوسطة، وكنا نقضي فيها وقتاً ممتعاً.. كانت في الحقيقة تشبع رغباتنا في القراءة.. ولكنني لا أتذكر أنها كانت تضم (مقهى)، ولن أتحدث عن خدمات الإنترنت، لأنها لم تكن موجودة في ذلك الوقت.
لا أعرف حال المكتبات العامة عندنا اليوم، ولكنني أحلم بأن نسعى إلى محاكاة هذا النمط الحديث (الجميل) من المكتبات كما أراه اليوم في (ميتشيل) جلاسكو.
مكان كهذا يضم كل تلك الخدمات الأساسية للقراءة والاطلاع محاطة بخدمات محببة للنفس من انترنت ومقهى لتقديم المأكولات والمشروبات على أعلى المستويات.. كل هذا لا شك يمثل عامل جذب للإقبال على القراءة ومعالجة مشكلة عزوف الشباب وكذلك الكبار عنها!
لا أدري لماذا لا نبادر إلى إنشاء مثل هذه المشاريع المبهجة عبر مؤسسات القطاع العام المعنية بذلك، وإن كنت أراها فرصة للمؤسسات الشهيرة في القطاع الخاص لممارسة دورها الاجتماعي عبر هذه المشاريع التي هي بكل تأكيد ستسهم في وضع علامة فارقة لها وهي تحمل اسمها.