نورية
وقفت تتأمل البحر!
بينها وبين أولادها الذين تركتهم قبل ثلاث سنوات بحور من الشوق.
هذا البحر المالح يروي شيئاً من ظمئها..
تستعذبه.. وهو يحمل إليها أنفاس الواقفين مثلها على الطرف الآخر!
سمعت صوتاً يناديها: تعالي يا (نورية)..
أغسلي للصغيرة.. وابقي مع الأولاد..
لم تجب، وراحت تتأمل البحر.. ترقب قارباً قادماً من بعيد..
تخيلت أولادها الأربعة وزوجها يلوحون لها بأيديهم..
عاد الصوت من جديد: أين أنت يا (غبية)؟!..
أفاقت هذه المرة.. وذهبت باتجاه الصوت.. حيث (المدام)..
وقفت تنتظر.. لم تتذكر شيئاً مما قالته (المدام) في المرة الأولى..
قالت (المدام) بعصبية: ألم أقل لك يا (غبية) أن تغسلي للصغيرة، وتبقي مع الأولاد؟!..
لم تجب..
حملت الصغيرة برفق، وذهبت تتأمل البحر!
ما لم تقله نورية
يا سيدتي
يا صاحبة الأمر هنا والنهي
كل منا في دائرة الحاجة يسعى
نعمل كي نحيى
نتعب كي نرتاح
بالسعي نصون كرامتنا
يا سيدتي
أنا لست هنا أمة مملوكة
أنا مثلك إنسان مكرم