تعاقدات (خبط عشواء)
كشفت الانتقالات الشتوية أنّ الأندية السعودية، تحتاج أكثر ما تحتاج إلى العقلية الاحترافية، خصوصاً في عملية التعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب، فالمدربان الرومانيان ريجيكامب (الهلال) وبيتوركا (الاتحاد) هما من الصف الأول في بلدهما، وقد طبلّ كل من "الزعيم" و"العميد" لهما، وزمّر الجمهور لهما قبل أن يظهر خيرهما من شرّهما، وسرعان ما تحوّل تزمير الجمهور إلى صفير الاستهجان، إذ أنّ "ريجي" خسر 14 نقطة في منتصف الموسم، فيما خسر سامي الجابر 15 نقطة طوال الموسم الماضي، منذ أن خسر الهلال نهائي دوري أبطال آسيا وهو ينزف نقاطاً ولم يستطع الفوز على أي من أندية المقدمة، فخسر أمام الشباب والنصر وتعادل مع الأهلي والاتحاد، ثمّ تعادل مع الفيصلي وفاز على حطين في كأس ولي العهد وهزم الشعلة بشق الأنفس ليتأهل للنهائي على حساب الخليج.
أمّا بيتوركا فقد فشل في تحقيق أي فوز رسمي مع الاتحاد (3 تعادلات و5 هزائم في 8 مباريات) وخرج من كأس ولي العهد ووجدناه يتفرغ لمقاضاة اللاعب المالي دياكيتي الذي اتهمه بالسمسرة لإنهاء عقده والتعاقد مع أحد اللاعبين من أبناء جلدته، فيما "ريجي" عاش دوامة "الدوشة" التي أثارتها زوجته وابنته مع جماهير الهلال عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ولا سيما في موضوع إنهاء عقد بنتيلي التي هي وكيلة أعماله، ويأتي ذلك بعد المعركة الخاسرة لزوجها المدرّب مع الإدارة التي انتصرت أخيراً وأبقت الكوري كواك وتخلّت عن بنتيلي وأعادته إلى ستيوا بوخارست بالإعارة ومجاناً.
وتبدو قلة الخبرة، برغم عراقة الأندية جلية في التعاقدات، فالهلال كاد يصوّر بنتيلي بأنّه اللاعب القادم من كوكب آخر وأعطاه الأفضلية، وفي النهاية تخلى عنه واستقدم لاعباً وهو اليوناني ساماراس، فيما بقي كواك ونيفيز، برغم القرارات الواضحة بالاستغناء عنهما، ولكن الكوري أحرج الهلاليين حين تألق مع منتخب بلاده في أمم آسيا وأختير أفضل لاعب في المباراة أمام أوزبكستان، وشكّل إلى جانب ديجاو ثنائياً صلباً في الدفاع، علماً أنّ الهلال سعى لتسويق كواك ونيفيز..
الاتحاد بدوره، أعاد لاعباً إلى ناديه (ياكونان إلى هانوفر) وألغى عقد دياكيتي وأعلن عن تسريح ماركينهو بعد الأداء غير المقنع أمام الوصل الإماراتي في مباراة ودية، ولكن سرعان ما أصبح البرازيلي النجم المفضّل لدى الإدارة والجمهور معاً حين سجّل 8 أهداف وبات في قائمة هدافي الدوري، بينها ثنائية في الرائد وأخرى في الفتح حوّل فيها الاتحاد من خاسر إلى متعادل، ولكن الاتحاد لم يلمس بعد من الروماني مارتن والبولندي زوكالا سوى المستوى المتواضع.
والحق يُقال، إنّ الأمثلة على خيبات الأمل والتخبطات في التعاقدات الشتوية، كثيرة، ولكن لا بدّ من الثناء على نجمين عربيّين قدّما صورة ناصعة للاعب المثمر، نعني بهما الأردني حمزة الدردور الذي سجّل 7 من أهداف الخليج الـ 8 في كأس ولي العهد والسوري عمر السومة مهاجم الأهلي الذي تصدّر قائمة هدافي الدوري.