2015-01-30 | 08:26 مقالات

حتى لا تُجتث الجذور

مشاركة الخبر      

كل ما يجري الآن من مداولات وتحليلات حول الخروج السعودي المُبكر من أمم آسيا 2015، وكل الإرهاصات التي تُطرح على بساط البحث في هذه الفترة حول إخفاق الكرة السعودية في العودة إلى الأمجاد بعد سنوات طالت. كل ذلك أو جُلّه مضيعة للوقت وابتعاد عن لب المشكلة، ولا يعدو كونه حاجة إعلامية قد تكون نافعة في الإضاءة على بعض النواحي الفنية الإيجابية أو السلبية، نتشاطر من خلالها على المدربين نعلمهم ونوجّههم، ونحن، بالطبع، لسنا أكثر منهم فهماً وإدراكاً في مجال عملهم، وقد يكون بعضنا لا يفقه شيئاً في الأمور الفنية، وبالكاد نفهم في مهنة الإعلام.

يقول أحد المفكرين التاريخيين: إنّه لا حياة لما اجتث من جذوره، وتكاد الكرة السعودية تفتش عن الجذور في مرحلة اليباس، وما هذه الإخفاقات المتلاحقة التي بدأت تباشيرها قبل 18 عاماً، وهي الفترة التي غابت فيها عن المنصة الآسيوية بعدما كانت سيدتها لسنوات متتالية، سوى التأكيد على اضمحلال المنابع والسواقي مما يؤدي إلى موت الأرض، وبالتالي إلى صعوبة إحياء مواتها..

قد لا يُشكل فوز المنتخب السعودي بالبطولة الخليجية الأولمبية تحت 23 سنة، سوى قطرة ليس إلاّ، من المطر الغزير المطلوب للخروج من الإنعاش وبالتالي إلى الإنتعاش، أقول قطرة ليس إلا، لأنّ أي انتصار يُحقّقه منتخب سعودي في أي فئة ونحن على هذه الحال، هو انتصار آني قام على ظروف خاصة ربما تعلّقت بأحوال الآخرين أو بفلتة شوط..

من هنا يجب ألاّ نتلهى برمي السهام على اتحاد الكرة والغوص أكثر في أمور الجمعية العمومية واستفحال الخلافات وتشكيل المحاور، وإذا كان لا بد من تغيير اتحاد الكرة بعد سنتين من فترة السنوات الأربع، فيجب على رعاة التغيير أن يحملوا برنامجاً تحت عنوان: "حتى لا تُجتث الجذور".

وحتى إذا تجاوز الاتحاد الحالي هذه الزوبعة، فعليه أن يتبنى هذا الشعار ويقلع عن فكرة التعاقد مع مدرّب عالمي لأربع سنوات أو ثماني سنوات، لأنّ مثل هذا الأمر قد يحصل في أي بقعة من العالم ما عدا السعودية، وأكثر من ذلك، فإنّ قرار العودة إلى نقطة الصفر في بناء قواعد سليمة للكرة السعودية، يجب أن يسبق تعيين مدرّب عالمي، لأنّ ما سيُبنى على باطل فهو باطل.

والحق يُقال، إنّ مثل هذه القرارات لا بد وأن تصدر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي قّيض لها رئيس منفتح الذهن ونيّر الأفكار وديناميكي وخبير ومطّلع ومتابع وصاحب قرار ولا أحد يجاريه في الحسابات..

قد أكون ساذجاً في هذا الاقتراح المثير: لماذا لا تشكّل لجنة فنية مهمتها متابعة لاعبي الدوري وانتقاء العناصر المتألقة لتشكّل منتخباً لخوض بطولة.. ويُعّين مدرباً من فرق الدوري ويكون من النادي الأكثر تمثيلاً بعناصره في التشكيلة الأساسية، ولا سيما أنّ الدوري يتوقف حكماً في فترة إقامة البطولات والتصفيات.. فنوفر أموال عقود المدربين العالميين والبنود الجزائية ونضخها لمصلحة ورشة البناء من جديد؟.