مدرب غير خبير للاعبين خبراء
الآن انتهى الجدال حول صوابية أو عدم صوابية تعيين الروماني كوزمين مدرباً مؤقتاً للمنتخب السعودي "لتقطيع" بطولة آسيا في أستراليا، فاليوم تنطلق البطولة الـ16 وغدا عند الامتحان يُكرم المدرب أو يهان..
واليوم مثل الأمس وقبله وما قبله وما قبل قبله.. المنتخب السعودي يدخل البطولة الآسيوية مع مدرب جديد، ابتداءً من العام 1984 ومروراً بالعام 2000 وانتهاءً بالعام 2011، وعدد المدربين المتعاقبين وصل إلى 9 في المشاركات الـ9، ولا عجب في ذلك، فالتغيير في المدربين أصبح تقليداً سعودياً، وقد تجلى هذا الموسم بتغيير 15 مدربا في الدور الأول لدوري عبد اللطيف جميل، أقوى دوري في الوطن العربي.
المنتخب السعودي ليس الأكثر فوزا بكأس آسيا ولكنه الأفضل على صعيد النتائج بتحقيقه اللقب 3 مرات والوصافة 3 مرات أيضا، ويخوض البطولة الحالية في أستراليا بعد معاناة 4 سنوات كانت بدايتها في قطر 2011 حين خرج من الدور الأول مودعاً بمباراة شرفية خسرها بالخمسة أمام المنتخب الياباني بعد خسارتين أمام سوريا والأردن، وكانت التداعيات متلاحقة: إقالة الأمير سلطان بن فهد، والفشل في التأهل لمونديال البرازيل، واستقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة اتحاد الكرة وانتخاب رئيس للمرة الأولى (أحمد عيد)، ثم خسر المنتخب كأس الخليج على أرضه، وتعاقب خمسة مدربين على المنتخب في السنوات الأربع الماضية (بيسيرو، ناصر الجوهر، موريس، ريكارد ولوبيز) وها هو كوزمين يحمل الرقم 6 بين دورتين آسيويتين..
المدرب الروماني غير الخبير في الإشراف على المنتخبات، يقود مجموعة لاعبين في سن العطاء (معدل الأعمار 26 عاما) ولاعبين خبراء (معدل معظمهم 31 مباراة دولية) وتسلم منتخباً حقق نتائج ممتازة في التصفيات، إذ جمع ضعف نقاط خصمه الأول في أستراليا المنتخب الصيني (16 ـ 8)، وتقدم بتسع نقاط المنتخب العراقي هازمه في نهائي 2007، ومن المفترض أن يتجاوز التنين إذا أخذنا بعين الاعتبار فوزه عليه في التصفيات وتعادله معه في عقر داره..
ولكن الروماني حذا حذو سلفه الأسباني لوبيز في خسارة المباريات الودية، فتعرض " الأخضر " لخسارة قاسية بالأربعة أمام المنتخب البحريني الذي كان انخنى أمامه في خليجي 22 (0 ـ 3)، ثم خسر المباراة الودية الثانية أمام المنتخب الكوري الجنوبي (0 ـ 2) وهذا يعني أن المنتخب السعودي عقيم هجومياً بالرغم من أنه خاض اللقاء الأول بمهاجمين اثنين (هدف واحد)، كما أنه ضعيف جدا دفاعياً (6 أهداف في مباراتين) على الرغم من أن كوزمين يركز على التكتيك الدفاعي.. والغريب في الأمر أن المدرب الروماني يراهن على " مهارات لاعبينا التي ستتفوق على القوة الجسمانية لمنافسينا الصين وأوزبكستان".
والحق يقال، إن كوزمين مدرب الأندية الذي يقود لاعبي أندية (حسب وصفه لهم) هو أيضاً مدرب غير خبير في قيادة المنتخبات، ولكن من حسن حظه أن لديه لاعبين خبراء، بينهم ثمانية خاضوا البطولة الأخيرة، واحد منهم أكثر مشاركة في آسيا بـ4 مرات، وآخر هداف بـ15 هدفاً.
سعيد غبريس
رئيس تحرير مجلة (الحدث الرياضي اللبنانية)
وموقع بالهدف دوت كوم