2014-11-07 | 06:23 مقالات

"رمية" النويصر

مشاركة الخبر      

ما من شك في أن محمد النويصر فتح باباً لن يُغلق بتغريدته البسيطة في الشكل والمثيرة في المضمون حول لعب المراهنات دورا كبيرا في نتائج بعض المباريات الدولية، فهذه العبارة تكون عامة وعادية إذا صدرت من شخص ليس في مكانة قائلها ومركزه ومنصبه، ولكن العبارة التالية (اللبيب بالإشارة يفهم) وتوقيت التغريدة جعلاها واضحة المقصد ومحددة المكان والزمان، فاللبيب يفهم أن خسارة الهلال النهائي الآسيوي أمام ويسترن سيدني الأسترالي كانت بسبب الحكم الياباني نيشيمورا الذي كان النويصر حانقاً من تحامله على الهلال مثله مثل الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي الذي لم يستطع أن يخفي غضبه وهو جالس في مقصورة ملعب الملك فهد الدولي، لدرجة أنه كاد أن يتخذ قرارا بعدم النزول إلى أرض الملعب لتتويج الفريق الذي لا ذنب له سوى أنه برع في تكتيكه وكسب اللقب بنتيجة المباراتين، إذ لا يعقل أن يستحوذ فريق على اللعب بنسبة تفوق السبعين في المئة وتتهيأ له أكثر من عشرين فرصة في المباراتين، ويفشل في هز شباك الفريق الخصم.

فلو قلنا إن الحكم حرم الهلال من ثلاث فرص (ركلات جزاء)، والحارس أفشل ثلاثا أو أكثر، وسوء الحظ أعدم مجموع ما تقدم، فإن رعونة اللاعبين وتسرعهم و(استجابتهم) لاستدراج الحكم لهم كي يتوتروا، وعدم نجاح المدرب ريجي في حل شيفرة الدفاع الأسترالي وفي تغيير أسلوب الفريق الذي خسر من خلاله مباراة الذهاب .. كل ذلك كان أكثر فاعلية في خسارة الهلال فرصة إعادة اللقب الآسيوي إلى السعودية بعد غياب تسع سنوات.

نعود إلى الباب الذي فتحه النويصر والذي لن يُغلق، لنقول إن نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس رابطة دوري المحترفين وصاحب المناصب في الاتحاد الآسيوي سابقا، نأى بنفسه عن أي مسؤولية مباشرة في المساءلة أو ما شابهها من خلال تقنية كلامه العام، ولكن ذلك لم يمنع من انقسام الرأي حول الصواب والخطأ في هذه التغريدة وفي توقيتها، غير أن النويصر، بتغريدته، نقل بوقت قياسي أجواء الحزن والخسارة وندب الحظ الذي أجمعت عليه الصحف من خلال عنوان (لم تُكتب للهلال) إلى تكريس الجانب الأهم في الخسارة، وهو الظلم الذي لحق بالفريق من جانب الحكم الياباني، ومن ثم إثارة قضية فساد متأصلة في كرة القدم ليس في آسيا فقط بل في أوروبا وباقي قارات العالم، فالنويصر لم يقصد الايحاء بأنه يملك أدلة بأن الحكم مرتبط بمافيا المراهنات، بل أراد أن يذكِر ببعض العوامل الخفية التي تركت ظلالا سوداء في أرقى الدوريات في العالم.

والحق يُقال، إن محمد النويصركان موفقاً في هذه " الرمية " التي فتحت باباً مغلقا على الفساد في الكرة الآسيوية .. باب فتح ولن يُغلق والدليل الأخبار المتواترة عن المطالبة بفتح تحقيق مفصل عما حصل في ملعب الملك فهد الدولي في أمسية 31 أكتوبر 2014.