صدارة الصدفة
أليس غريباً أن يتصدّر فريق دوري بلاده، بل وينفرد بالصدارة، وهو في وضع غير مستقر فنياً ومالياً؟ فريق يغرق ناديه بالديون، كما جاء على لسان رئيسه، ويخوض 7 مراحل من الدوري والمرحلة الثامنة أيضاً، بمدرب مؤقت.
ماذا يعني هذا غير أنّ الاتحاد هو صاحب الصدارة بالصدفة، أو بصورة مؤقتة وبشكل قاطع، فهو جمع نقاطه الكاملة، وانفرد بذلك، ربما لأنه لم يواجه بعد أياً من الفرق المنافسة، أي النصر والهلال والشباب والأهلي، لذا سيكون امتحانه الجديّ الأول غداً السبت أمام النصر مطارده الأقرب الذي تخلى عن الصدارة في الأسبوع السادس بخسارته الأولى، بعد 42 مباراة، أمام الأهلي الجار اللدود الذي طبق القول: " أنا وابن عمي على الغريب".
الكلام عن الصدارة بالصدفة أو الصدارة المؤقتة قطعاً ليس تجنياً على الاتحاد، فمنصور البلوي رئيسه السابق الذي سّماه الاتحاديون " المؤثر" والذي هو شقيق رئيس النادي الحالي، واجه لاعبيه بالقول إنّ المستوى الفني غير مقنع، ولعله لم يفاجئهم بذلك لأنهم الأكثر دراية بوضع الفريق، ولكن منصور البلوي الذي جعلته التجربة والإشراف الميداني على كل صغيرة وكبيرة أيام رئاسته النادي، رفع المسؤولية عن اللاعبين بقوله إنه يقدّر جهودهم، ثمّ أعطاهم جرعة معنوية حين صرّح للإعلام بأنّ الاتحاد سيبرم مع إحدى الشركات أكبر عقد رعاية للأندية السعودية... ولم يغفل البلوي الوضع الفني للفريق فطمأن الجميع بأنّ خطوة التعاقد مع المدرب الروماني بيتوركا هي الأولى نحو التصحيح...
ولكن بيتوركا، مثله مثل أي مدرّب عالمي آخر، لا يحمل عصاً سحرية، وربما تكون انطلاقته جيدة لأنه سيبدأ أمام هجر، في حين أنّ المدرب المؤقت المصري عمرو أنور، سينهي مشواره أمام النصر، وما أدراك ما النصر وتصميمه على استرداد الصدارة من " سارقها" الحالي.
من يدري، فربما يعض الاتحاديون على الأصابع ندامة على المدرب المواطن خالد القروني الذي أوصل الفريق إلى دور الـ 16 لدوري أبطال آسيا بثلاثة انتصارات وتعادل، ولكنه دفع الثمن بالخسارتين أمام العين الإماراتي في ربع النهائي، وعلى المدرب المصري المؤقت عمرو أنور الذي قاد الفريق للفوز في 6 مباريات متتالية...
قد يندم الاتحاديون على القروني برغم أنهم يحملونه مسؤولية الخروج الآسيوي، وعلى أنور الذي يصفون انتصاراته المتتالية بالهزيلة.
والحق يقال، إنّ الاتحاد يضم عناصر شابة كفءة وموهوبة، ولكن أجانبه الأربعة لايوحون بالثقة، فحتى ماركينو أثيرت أكثر من علامة استفهام حول مستواه بعد إضاعته فرصة في مواجهة مرمى الخليج، وربما يغادر وهو لايحمل سوى ميزة واحدة بأنه صاحب الهدف 100 في دوري جميل (في مرمى الرائد) فيما يانكونان وُصف بأنه عادي وأصيب وأُثير كلام حول الاستغناء عنه، أما الضميري فسجل أول هدف بالخطأ في مرمى فريقه هو الأول في الاتحاد منذ 5 سنوات.