المقصلة لا تصدأ
بعد خمس جولات فقط من دوري عبد اللطيف جميل، الذي يبدو أنه سيكون هذا الموسم جماهيرياً بامتياز، اهتزت الثقة بعدد من اللاعبين والمدربين الأجانب، فأصبح من قدمته الوسائل الإعلامية على أنه سيشكل إضافة لهذا الفريق أو لذاك، محط صفير استهجان الجمهور، والأصوات المتعالية المطالبة بإسقاط الرؤوس حالا والاستعجال باستقدام البديل، لأن نهاية فترة الانتقالات الأولى على الأبواب نهاية سبتمبر.
المقصلة لا تنام فوق رؤوس اللاعبين والمدربين الأجانب، فهرب من هرب وسقطت على من لا يفكر إلا بالبند الجزائي وخصوصا لدى المدربين المقتنعين بأنها حال مهنة الاحتراف، وقد بيّنت إحصائية "الرياضية" المنشورة يوم الأربعاء، أن 11 مدربا طُردوا أو أبعدوا هذا الموسم من دوري جميل ودوري ركاء ولم يمض بعد سوى خمسة أسابيع، ولكن احصاءات السنوات الأربع السابقة تُظهر "هول " التخبط الذي تعانيه الأندية السعودية: ففي 2013 لم يكمل سوى ستة مدربين وفي 2012 بقي ثلاثة حتى النهاية من أصل 28 وفي 2011 استمر ثمانية من أصل27 وفي 2010 لم يكمل أي مدرب عقده من أصل 32 .. ما يغيظك في هذا الموضوع أن التركيز يتم على أساس الـ(سي في) للمدرب أو اللاعب، وإذا كان المدرب أكثر وضوحاً في مسيرته، فإن مسيرة اللاعب غالباً ما يكون فيها قطبة مخفية عن إصابة أو عن توقف لا بأس به والأنكى من ذلك يأتي اللاعب الموعود بكيلو جرامات زائدة وظاهرة أكثر مما تظهر سمنة رونالدو العظيم، ولكن الأمر سهل ببرنامج غذائي وإعداد لياقي..
هذا الموسم وأنا أقرأ تباعاً النبذة المنشورة للاعبين الأجانب القادمين للأندية السعودية تخيلت أن الدوري سيكون أكثر من "جميل " وربما يتماهى مع " الكالتشيو " أو " البوندسليجا " أو "الليجا" ... الحصيلة 26 لاعباً بكلفة 180 مليون ريال، والنتائج الأولية نأخذ بعضاً منها من الأهلي: الكولومبي بالمينو الذي ذرف عليه الأهلاويون الدموع لذهابه أعادوه بـ 24 مليون ريال ولكنه سرعان ما انضم إلى الثلاثي الأجنبي الجديد غير المرغوب ببقائهم، وبينهم الهولندي المغربي الأصل مصطفى الكبير هداف نادي هاكين السويدي، والنيجيري بروميس الذي قابله الجمهوربصفير الاستهجان كلما تلقى الكرة خلال المباراة أمام الخليج .. ولكن المشكلة أن الإدارة غير مقتنعة بهؤلاء فيما المدرب السويسري جروس يعوِل على أنهم سيقدمون الأفضل .. وهو بذلك يعرض نفسه للمصير ذاته أو أنه يعد نفسه بنعمة البند الجزائي، إذ أن الادارة الأهلاوية تترقب أي إخفاق لإقالته ..
لاعبون أجانب قدموا من أندية كبيرة، أحدهم من يوفنتوس الايطالي هو السنغالي مباي دياني الذي أنهى الشباب عقده مؤخرا لعدم اقتناع المدرب البرتغالي مورايس بمستواه وإمكاناته الفنية ولأنه لم يسجل أي هدف، والبديل هولندي هو جيون هيرنانديز الذي سبق له أن مثل فينورد وحسب ما نُشر عن مميزاته أنه يسجل بالرأس وبالقدمين كلتيهما..
الإيفواري ياكونان اعتبره الاتحاديون صفقة فاشلة بعد أداء ضعيف أمام العين والشعلة ولكنه ما لبث أن غير قناعاتهم بتسجيله " الهاتريك" في الفيحاء ...
هذا غيض من فيض يؤكد الارتجالية في الاختيار والخطيئة في هدر الأموال .