جمهور الشمسوالموسم الجماهيري
موسم كروي سعودي يعد بالكثير، سمته الأولى غزارة في التهديف منذ الجولة الأولى: سداسية ورباعيات ومعدل أهداف يتخطى ما سبق من أرقام قياسية منذ اعتماد الـ 14 فريقاً في السنوات القليلة الماضية، ولكن السمة الأبرز للموسم الجديد، التي طغت منذ البداية على اتساع دائرة التنافس الشديد في السباق للفوز بلقب الدوري والألقاب الأخرى، ظهرت بوضوح وبشكل لافت في السباق المحموم على لقب النادي الجماهيري الأكبر. وهو السباق الذي خرج من دائرته جمهور الشمس صاحب الرقم القياسي الجماهيري للموسم الماضي ولكنه هذا الموسم لم يتجاوز الـ 13 ألف مشاهد في المباراة الافتتاحية للدوري في "درّة" الملاعب أمام نجران، بينما كانت الأرقام الرسمية تزف جمهور الاتحاد كأعلى حضور جماهيري بما يقارب الـ 59 ألف متفرج ملأوا كل جنبات ومدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة وذلك في مباراته الأولى أمام الفتح.
هذا الحشد الجماهيري الاتحادي، سعت إدارة النادي الأهلي، القطب الآخر لمدينة جدة، لمجاراته فاشترت تذاكر المباراة الأولى في الدوري أمام هجر وعلى الملعب ذاته ليقارب الجمهور الرقم الذي حشده الاتحاديون. وهنا، ومع هذه الأرقام الكبيرة، لم يعد يهم ما شكت منه إدارة نادي الاتحاد من التباين في التعامل بين الناديين الشقيقين وعدم المساواة في موضوع عدم تسهيل بيع التذاكر للاتحاديين الذين عانوا بين نقاط البيع، بخلاف ما حصل للأهلاويين، وكذلك لم يعد يهم ما أوضحه النادي الأهلي بأن أعداد جماهيره فاقت أعداد جماهير الاتحاد، وبأن إقفال الملعب قبل ساعة من المباراة حرم حوالى خمسة آلاف متفرج إضافي من الحضور، ولكن المهم هو أن جماهير جدة قامت بالواجب تجاه "الجوهرة" الهدية من خادم الحرمين الشريفين، فحيّته بالأرقام القياسية، فكسرت منذ الجولة الأولى الأرقام القياسية السابقة بتجاوز حاجز الـ 100 ألف مشاهد، إذ بينت الأرقام الرسمية أن 117496 متفرجاً حضروا مباراتي الاتحاد والأهلي، من أصل 139173 متفرجاً مجموع حضور الجولة الأولى من الدوري. علماً أن تجاوز الـ 100 ألف متفرج لم يكن يحصل سابقاً قبل الجولة الثالثة من الدوري.
الهلال الذي يتغنى بأنه الأكثر شعبية في المملكة مستنداً إلى إحصاءات رسمية، لم يشأ أن ينأى بنفسه عن هذا الصراع الجماهيري بعد "الطوفان الجدّاوي" ولأن مباراة الهلال الأولى في الدوري أمام العروبة لم تكن في معقله، استنفر رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد الهمم داعياً إلى الحشد الكبير في مباراة ربع نهائي أبطال آسيا أمام السد القطري في ملعب الملك فهد بالرياض، وكانت الاستجابة كبيرة أبقت "الزعيم" في مكانته الجماهيرية بتخطي الحضور 63 ألف متفرج.
النصر الذي يدافع عن لقبيه كبطل للدوري وكأس ولي العهد، لن يستسلم منذ الجولة الأولى في معركة الدفاع عن لقبه كصاحب أعلى حضور جماهيري حققه في الموسم الماضي أيضاً. مما يعني أن معدل التراكمات في الحضور الجماهيري سيرتفع، خصوصاً أن الأرقام القياسية الجديدة للدوري لم تحصل بين طرفين متقابلين من مستوى واحد، فكيف ستكون الحال في "الديربيات" و"الكلاسيكيات" الكثيرة في الدوري السعودي؟
هذه الأرقام أعلنها بكل سرور وفخر محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين نائب رئيس اتحاد الكرة السعودي، فهي تدعم مكانة الكرة السعودية في القارة الآسيوية، خصوصاً أن تحديد مقاعد كل دولة في دوري أبطال آسيا يرتبط بمعدل الحضور الجماهيري لكل مباراة، وهذا الأمر تبلور خلال لقاء نادي الاتحاد ونادي العين في ملعب الشيخ هزاع بن زايد، والذي لم يصل حضوره إلى 19 ألف متفرج رغم أن العين هو النادي الأكثر جماهيرية في الإمارات. كما أن الحضور الجماهيري لمباراة الإياب بين الهلال والسد على ملعب الأخير في الدوحة لن تجاوز السعة القصوى لملعب جاسم بن حمد (16 ألفاً). ومن هنا فإن الدوري السعودي الذي يُتوقع له أن يكون حامي الوطيس من خلال المنافسات على الألقاب المحلية، يقدم، بصورة أخرى، دلالة إضافية على أنه الأقوى عربياً بهذا الجمهور الذي سيكون حديث آسيا إذا حافظ على هذه الوتيرة.
ولكن السؤال المطروح الآن: هل يستسلم جمهور النصر فلا يدخل معركة الحفاظ على لقبه، وهو الذي كان وراء عودة فريقه إلى البطولات والمنصات؟