صدى (صدى الملاعب)
قد يكون وصف المدرب الروماني الجديد لنادي الهلال ريجاكامب سلفه المدرب الوطني سامي الجابر بأنه أسطورة نابعاً من قناعة صاغتها سيرة هذا اللاعب الذي كان من القلائل في العالم الذين لعبوا في 4 مونديالات وسجلوا في 3 منها.. وقد يكون ذلك نوعاً من حنكة أو حيلة ليستجلب الجمهور الهلالي الساخط على إدارة النادي بسبب إقالة نجمهم الكبير، وذلك من خلال قوله بأنه يحترم سامي كثيراً ويقدّر موقف الجماهير.. ولعله نجح في استمالة الجمهور "الأزرق" الغاضب من خروج الفريق بلا أي لقب محلي، بدليل الاستقبال الحاشد له في المطار الذي أذهله وجعل الصحف الرومانية تلقي الأضواء عليه.
وصف "ريجي" سامي بالأسطورة ترافق مع تصنيفه من قبل أحد المواقع المختصة بالمدربين العالميين في المرتبة 20، ومع اختيار صحيفة إيطالية تختص بأخبار كرة القدم حول العالم كأحد اللاعبين الذين أسهموا في صناعة تاريخ كرة القدم لبلدانهم، لدرجة أنّ الصحف الإيطالية اعتبرت أنّ الفضل يعود للجابر في بروز كرة القدم السعودية في العالم.
جانب من "سامي الأسطورة" نجحت الـ MBC عبر برنامج "صدى الملاعب"ومقدمه الزميل مصطفى الآغا في بلورته، ولا بد في هذه العجالة من القول إنّ هذه الحلقة الناجحة جداً، بقدر ما عزّزت من مكانة المحطة والبرنامج والمذيع، بقدر ما أظهرت قوة شخصية سامي الجابر وذكاءه ودبلوماسيته وتأصل " شعرة معاوية" في إجاباته، وبالتالي زادت من تعاطف الجمهور معه وفي الوقت ذاته أكّدت تقبّله قرار الإدارة ورجالات الهلال " الذين يعرفون أين "القرار" وفي هذه الناحية "جهد" سامي في التأكيد على أنه يحترم قرار الإدارة بإقالته، حين قال إنه قرار صعب ولكنه شجاع..
الزميل الآغا الذي " جهد" بدوره في وضع المزيد من النقاط على الحروف، استخدم أسلوب خذ ثمّ طالب بالمزيد، واستطاع بـ "حشورية" الإعلامي وفضوليته أن يضع المزيد من النقاط على الحروف برغم" حائط الصد" الذي رفعه سامي حين أكّد في مستهل الحلقة بأنه لن يضع النقاط على الحروف..
في الشكل ظهر سامي بـ "New look" جيد جداً وصار بإمكانه منافسة ياسر القحطاني في الوسامة، وهو بروفة لما سيطّل به فضائياً محللاً لمباريات المونديال، وفي المضمون عكس ما في داخله من ألم قرار إقالته لدرجة اعترافه بالبكاء، وهذا التأثر يعود إلى تحسين النتائج خاصة في المشوار الآسيوي والاقتراب من تحقيق الحلم...
خالف سامي محاوره في القول بأنه خرج من الباب الضيّق، بل من الباب الواسع.. ورفض القول إنّ هناك من قتل حلمه فالإقالة ليست نهاية المطاف وقرار الإقالة قابلته وقفة عز من الجمهور...
لم يجب سامي على بعض الأسئلة بشكل مباشر بل متدرّج، فلم يذكر صراحة أسماء من وقفوا ضده وأقالوه، ولكنه أشار بوضوح إلى أحدهم حين لم يذكره من بين الذين وقفوا إلى جانبه ودعموه، وعاد ليجيب على سؤال بأنّ الأمير بندر بن محمد رئيس هيئة الشرف لم يرد على اتصالاته أكثر من مرة.
ظهر سامي الجابر متماسكاً وواثقاً من نفسه بدليل تأكيده على أنّ الإقالة هي البداية وليست النهاية، وأنه عضّ على الجرح من أجل مصلحة الهلال مثله مثل رجالات الهلال حتى الذين اتخذوا قرار إقالته.
كان سامي صادقاً في مخاطبة الجمهور بأن يقف الجميع مع الهلال للرد على الحملة الشرسة، وأكّد أنّ وقفة الجمهور أبلغ بلسمة لجرحه.
لم يكن هناك من شك أنّ سامي الجابر أثبت أنه " أم الصبي" وأنه" الابن البار" للهلال، فلم يكن سلبياً في أي عبارة، ولم ينزلق إلى أي هفوة..
لقد سعى الزميل الآغا إلى جعل سامي الجابر يضع النقاط على الحروف، ففعل في بعض المسائل غير الأساسية، ولكنه وضع الخطوط العريضة لفحوى كلامه إطارها العام الهلال كيان له رجالاته والإقالة من التدريب لا تقيله من النادي وأنه جرح ولكن بدون إسالة دماء وأنه بدأ ولم ينتهِ وأنه يحب فعلاً الأمير عبد الرحمن بن مساعد.