عزاؤك في سيدورف يا سامي
تزامنت إقالة سامي الجابر الابن البار لنادي الهلال كمدرب للفريق بعد انقضاء موسم واحد من مواسمه الثلاثة، مع إقالة نادي ميلانو الإيطالي ابنه البار الهولندي كلارنس سيدورف بعد أقل من أربعة أشهر وتبقى على عقده مدة سنتين..
سيدورف لم يحقّق أفضل من المركز الثامن في الدوري الإيطالي، ولكنه حسّن نتائج ميلانو في صورة لافتة إذ حقّق معه 11 فوزاً في 19 مباراة، بينما حقّق سلفه أليجري 5 انتصارات فقط في العدد ذاته من المباريات، علماً أنّ الأخير بقي مع النادي سنتين نصفاً.
سيدورف أمضى 10 سنوات مع ميلانو لاعباً حقّق له بطولات عدة منها لقبان أوروبيان، كما أنه اللاعب الوحيد الذي أحرز دوري أبطال أوروبا مع ثلاثة أندية مختلفة: أياكس وريال مدريد وميلانو.
وسامي الجابر أمضى سنوات أكثر مع الهلال وحقّق له بطولات أكثر...
سيدورف ليست لديه خبرة في التدريب، وحتى خلفه اللاعب السابق الكبير إنزاجي لم يتمرّس في تدريب فرق الدرجة الأولى ولا يتضمّن سجّله التدريبي سوى الإشراف على ناشئي ميلانو تحت 19 سنة لمدة موسمين.
إذاً اتفقنا أنّ وضع كل من الجابر وسيدورف متشابه وكذلك ظروف إقالتهما، بإمكاننا القول إنه " ما في حدا أحلى من حدا" ومثلما ما يحصل عندهم يحصل عندنا...، ولكن لا بد من تمييز سامي بأنه حقّق وصافة الدوري وكأس ولي العهد وأكمل حتى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، ومع ذلك فإنّ المؤيدين لإقالته قالوا إنه لم يسبق لأي مدرب في الهلال أن أضاع 3 بطولات في موسم واحد وأكمل مسيرته.
سيدورف لم " يلهث" وراء منصب المدير الفني لميلانو بل الرئيس برلسكوني هو الذي فعل ذلك، بينما سامي " لهث" ولكن وراء تكوين نفسه بالدراسة واكتساب بعض الخبرات التدريبية والإدارية في الهلال وخارجه، وهو لم يفرض نفسه على الهلال بل كان مطلباً جماهيرياً وإدارياً... مع التأكيد بأنّ معارضين كثيرين حاولوا ثني الإدارة عن اتخاذ هذه الخطوة دون جدوى.
الآن وقد أقالوا سامي الجابر وأتوا بمدرب روماني ولو من باب التفاؤل كون الرومانيين فأل خير للهلال بدليل نجاحات يوردانيسكو وكوزمين، والآن ومن غير الأخذ في الحسبان من الخاسر ومن الرابح، لابد من الاعتراف بأنّ سامي الجابر لم يُنصف إلا من قبل عدد قليل سمّاهم بنفسه، وخلا منهم اسم رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد الموصوف بالرجل القوي، والمسمى بالرئيس الذهبي كون الهلال حقّق في حقبته ألقاباً عدة، وقد بادر الأمير بندر إلى تهدئة خواطر الجمهور الهلالي الساخط على الإدارة لإقصاء سامي الجابر بهذا الشكل، وأصدر بياناً اعتمد فيه على " نظرية المؤامرة" كي يشّد عضد الهلاليين والتضامن، معتبراً أنّ الهلال مستهدف، ومفسراً أنّ عواطف الجماهير تجاه سامي الجابر، هناك من يوجّهها بعيداً عن مصلحة الكيان الهلالي ولضرب الهلاليين في الصميم..
ربما تكون هناك إيجابيات في إقالة سامي الجابر تصب في مصلحة الهلال، وهذا هو الأهم حتى لدى "المدرب" ذاته، ولكنها كانت ضربة قضت على طموحات المدرب المواطن الذي كان سامي الجابر مؤهلاً لرد الاعتبار له، ولكن الطموحات قُتلت في المهد، على أمل أن يكون سامي الجابر قوياً وعنيداً وصامداً، مستعيداً صلابته وتصديه لكل حملات التشكيك به التي غالبا ما رافقت مسيرته الناجحة التي بناها بعصاميته وموهبته وبحبه للهلال وللكرة السعودية.