الكرة السعودية نجمة الدور الأول
سطّرت الكرة السعودية صفحات بيضاء في دوري أبطال آسيا لهذا العام، ولكن أحد فرقها الأربعة سكب نقطة سوداء قاتمة، نعني به الفتح الذي جاءت نتائجه السيئة في مشاركته الآسيوية الأولى محاكاة لتصنيفه المتأخر في الدوري المحلي وتراجعه الفظيع من مركز البطل في الموسم الماضي إلى العاشر هذا الموسم. فكان الفريق الوحيد بين الفرق الـ 32 المشاركة في الدور الأول لدوري الأبطال الآسيوي الذي لم يحقق أي فوز وكان الأقل نقاطاً بنقطتين من تعادلين على أرضه، وبدلاً من أن "يكحلها" بنقطة ثالثة وعلى أرضه أيضاً "عماها" بخسارة ثقيلة أمام فولاذ الإيراني (1ـ5) مكتفياً بهاتين النقطتين وبثلاثة أهداف وبـ 11 هدفاً في شباكه.
لقد كان الفتح عبئاً على أندية الهلال والشباب والاتحاد، على الأقل من حيث تصنيف النتائج التي رست عليها الفرق في الدور الأول، ومع ذلك بإلامكان القول إن الأندية السعودية الأربعة حققت أفضل النتائج، كونها الوحيدة بين مجموعات الغرب التي تأهل منها ثلاثة فرق، اثنان منها من الصدارة والثالث من الوصافة، كما أنها جمعت 34 نقطة، مقابل 33 نقطة لفرق إيران الأربعة التي تأهل منها واحد فقط، و29 نقطة للفرق الإماراتية الثلاثة التي تأهل منها اثنان أحدهما من الصدارة، و18 نقطة للفرق القطرية الثلاثة التي تأهل منها واحد من مركز الوصيف.
وبإمكان السعوديين المفاخرة بذلك وبأن فريق الشباب كان صاحب أعلى نقاط بين فرق الغرب (15) بفارق 5 نقاط عن وصيفه الجزيرة الإماراتي، والأكثر انتصاراً (5) وهو رد بالمثل على خسارته في الرياض أمام الجزيرة بالفوز في أبو ظبي برغم أنه أشرك عدداً من اللاعبين الشبان لتوفير جهود الأساسيين إلى مباراة الإياب لنصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتفاق.
هذا التميز والتفوق للشباب يقابله مأثرة الهلال في الإرتقاء من المركز الثالث في مجموعته إلى الصدارة على حساب سباهان الإيراني المتصدر السابق، فيما تبادل السد القطري مع الأهلي الإماراتي القاع والصدارة، ليصح القول إن المجموعة الرابعة كانت مجموعة الغرائب وليس مجموعة الموت، إذ بات المتصدر والوصيف "آوت" بين ليلة وضحاها ليحل مكانهما الثالث والرابع، وبالتالي أثبت الهلال بفوزه على سباهان في المباراة الحاسمة، صحة القول بأن الهلال "زعيم" الأوقات الصعبة، وأن مهاجمه الجديد ناصر الشمراني بات المنقذ الحقيقي بأهدافه الحاسمة.. أما المدرب سامي الجابر الذي تطارده أشباح الحاسدين، فيكفيه أنه بات أول مدرب سعودي يؤهل الهلال من الصدارة في البطولة الآسيوية.
الصفحة الثالثة البيضاء للفرق السعودية في البطولة الآسيوية، سطّرها نادي الاتحاد الذي تفوق على ظروفه، وتأهل من المركز الثاني بالصف الثاني أمام العين الإماراتي صاحب الأرض وبقيادة الهداف الخطير الغاني أوسامواه جيان متصدر قائمة هدافي البطولة في الدور الأول، إضافة إلى "عموري" وباقي "الكتيبة البنفسجية" التي تصدرت المجموعة الثالثة بفارق نقطة واحدة عن "كتيبة النمور" الاتحادية.
لقد حتمت هذه النتائج خروج أحد الفرق السعودية الثلاثة حكماً بإلتقاء الشباب والاتحاد في "كلاسيكو" سعودي، وهما اللذان مازالا في سباق كأس خادم الحرمين الشريفين، فيما يبقى الأمل بتأهل الهلال الذي يستضيف على أرضه بونيودكور الأوزبكي الذي تأهل من المركز الثاني بفارق الأهداف عن الجيش القطري ويبتعد عن المتصدر فولاذ الإيراني بأربع نقاط.
يبقى أن الفرق السعودية الثلاثة لديها الحافز الكبير للفوز باللقب الآسيوي، خاصة الهلال الذي لم تعد له فرصة الفوز بلقب هذا الموسم سوى البطولة الآسيوية، وهو الذي اعتاد على أن يخرج ببطولة على الأقل في كل موسم، وكذلك سيكون الاتحاد والشباب في الاتجاه ذاته مع الاحتفاظ بأمل الفوز بكأس الملك.