2014-02-21 | 07:02 مقالات

من ماجد إلى سامي إلى حافظ.. النجاح المرفوض

مشاركة الخبر      

في بداياتي في مهنة الصحافة الرياضية ومع انطلاقتي من خلال وسيلة إعلامية شهيرة (مجلة الأسبوع العربي) واجهت مَن تضايق ومَن تحامل من دون أن أقترف أي ذنب في حق أحد.. حملت ما يضيق به صدري من بعض هؤلاء الزملاء إلى كبيرنا الراحل ناصيف مجدلاني رئيس جمعية المحررين الرياضيين والذي سميّ بـ " أبو الرياضة" فأعطاني جرعة معنوية بقوله:" في الغرب إذا نجح أحد في مجال ما يرفعونه على أكتافهم.. وفي العرب يشدونه إلى تحت.." اعتبرت ذلك شهادة من هذا الصرح الرياضي الإعلامي بأني ناجح..

عبارة الراحل مجدلاني حاولت أن أوصلها إلى سامي الجابر ومحبذيه ومناصريه على السواء من خلال تغريدة على حسابي في تويتر الذي ما زلت " أتخبط" وأنا أحاول الاطلاع على آلية استخدامه، وقد يتحمل الأخ وليد السقا، من أفراد رابطة دوري المحترفين السعودي، جزءاً من هذا التخبط لأنه تعهّد، خلال جلسة في بيروت ضمّت بالطبع الصديقين محمد النويصر ود. حافظ المدلج، أن يأخذ على عاتقه إدخالي إلى هذا العالم الذي رضخت أخيراً لفتح نافذة عليه اضطرارياً كونه من مستلزمات عملي الجديد في موقع

("بالهدف. دوت كوم" (bilhadaf.com") .. المهم في هذه العجالة العبرة من كلام ناصيف مجدلاني ـ رحمه الله ـ وإسقاطاتها على كثير من الحالات التي نصادفها في منطقتنا، وأكثرها سخونة في هذه الآونة قضية سامي الجابر مدرب الهلال الحالي ولاعبه الأسطوري السابق...

سامي الجابر إنسان ناجح، شاء من شاء وأبى من أبى، سجله كلاعب يؤكد ذلك، ونهجه في الطريق كي يصبح مدرباً سليم وكلنا نعلم أنه تعلّم وخضع لدورات، ثمّ خاض تجربة ولو قصيرة ومتواضعة في أوكسير الفرنسي... الكل طالب به مدرباً للهلال والأمير نواف بن فيصل تمنى له التوفيق وأكد أو كاد، بأنه سيصبح يوماً مدرباً للمنتخب السعودي الذي كان سامي الجابر أبرز سمة تاريخية في سجله كونه اللاعب الوحيد الذي خاض 4 مونديالات متتالية، إضافة إلى أرقامه وإنجازاته التي صُنفت إلى جانب إنجازات أساطير كرة القدم العالمية ومنهم بيليه.. طبعاً التاريخ لا يصنع مدرباً ولكنه من المقومات الأساسية لصناعة المدرب، ولكن حاضر سامي الجابر كمدرب، وفي هذه الفترة القصيرة، لا يمكن الحكم عليه بالفشل.. صحيح أنه خسر لقب كأس ولي العهد الذي احتفظ به الهلال 6 سنوات متتالية وكان لسامي دور أساسي في ذلك كلاعب وكإداري، ولكن هل هناك فريق في العالم لا يخسر لقباً.. وصحيح أنّ سامي خسر أو كاد الفرصة في الفوز بالدوري، ولكن الهلال بعيد عن اللقب منذ ثلاث سنوات، وهو في عهد سامي، الذي لم يكمل عامه الأول، منافس أوحد.

سامي الجابر مُحارَب منذ سلك درب النجاح كلاعب لماذا؟ لأنه ناجح.. وإلا فما هو السبب الآخر؟ ولأنه ليس هناك سبب آخر، لجأوا إلى محاربته في شخصه ووصلوا إلى ما هو غير مقبول قطعاً: التشكيك في مواطنيته..

سامي الجابر أنت تعلم أنّ ماجد عبدالله لم يكن هناك سبب آخر لمحاربته، سوى أنه لاعب ناجح.. ولذا شككوا في جنسيته، والعجب العجب هنا، إذا سلّمنا بالأمر، هو هل أنّ الإنسان لا يعدو كونه إنساناً إلا إذا كان سعودي الأصل؟.

كفاءة سعودية شابة أخرى ارتقت في مجال العمل الرياضي الإداري، بدأت الأيدي محاولة شدها إلى تحت.. الدكتور حافظ المدلج الذي نال احترام الجميع في الاتحاد الآسيوي بعلمه ونضجه وسلوكه ولباقته وثقافته، ونال ثقة أهله بترشيحه لتمثيل بلده في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي.. هذا الرجل الناجح الموجود الآن في كوالالمبور للقيام بمهامه في هذا الاتحاد القاري، وفي تذليل بعض العقبات لمواصلة ترشّح بلده لاستضافة بطولة آسيا 2019 وإمكانية التوصل إلى تمديد مهلة استكمال الضمانات المطلوبة، خصوصاً بعد ما دقّ جرس الإنذار بأن حظوظ المملكة في استضافة البطولة الآسيوية في تراجع.. في غضون ذلك يقود البعض حملة محلية لإقصائه عن تمثيل بلده في الاتحاد الآسيوي بحجة إفساح المجال لغيره.. لماذا؟ هل تقدّم في السن؟ هل اقترف خطأً فادحاً أضّر بمصلحة بلده..لا .. لا، بل لأنه رجل ناجح.