2014-01-24 | 07:01 مقالات

لا لعودة"الزمن الجميل"

مشاركة الخبر      

القوة التي ظهر فيها نادي النصر هذ الموسم والتي هي نتاج عمل دؤوب ومضنٍ من رئيسه الأمير فيصل بن تركي، زادت من رونق الدوري وإثارته وحيويته، على أمل ألا تعيدنا إلى زمن التنافس التقليدي وحصر الصراع بين الثنائي الذي هيمن في السنوات العشر الأخيرة وكان طرفاه الهلال والاتحاد بعدما كانت الكرة السعودية أسيرة التنافس الروتيني بين فريقي الهلال والنصر والذي امتد عقوداً على غرار ما هو معهود في معظم البلدان وصولاً إلى أسبانيا.

العودة إلى التنافس التقليدي في الكرة السعودية يحد من الحيوية التي تتأتى عن اتساع دائرة الصراع على البطولات، والتي اسبتشرنا بها خيراً في السنوات القليلة الماضية، وخاصة في الموسم الماضي حيث أطل الفتح من الظل إلى القمة، وهذا الموسم حيث يتقدم التعاون نحو المربع على حساب " شيخ الأندية" الشباب، و"قلعة الكؤوس" الأهلي و"عميد الأندية" الاتحاد.

وقد تكون ثنائية الهلال والنصر هي فترة الزمن الجميل للكثيرين حيث نجح هذان الناديان في اقتسام شعبية كرة القدم السعودية ليس في الرياض وحسب بل في كل أنحاء المملكة، حتى امتدت إلى المنطقة الخليجية كلها ولا نبالغ إذا قلنا إلى جماهير الكرة في معظم البلدان العربية بما فيها دول شمال أفريقيا.. ولكن هذ الزمن لا يتطلب ذلك، وخصوصاً أنّ المشاركات الخارجية تقتضي اتساع مروحة الفرق القوية أقلها إلى أربعة.

هذا أقله إذا اقتصر الأمر على البطولة الآسيوية التي حجزت الكرة السعودية أربعة مقاعد لها في النهائيات.

ومع هذه الخشية من العودة إلى "الزمن الجميل" المفترض، تعيش جماهير الكرة السعودية أجواء البهجة والمتعة والمتابعة الكثيفة لمباريات "الجارين اللدودين" اللذين ميزا فريقيهما في طبقة وبرج عاجي لا يقربه غيرهما، وهذا ما أكداه من خلال وصولهما إلى نهائي كأس ولي العهد للعام الثاني على التوالي، بعدما تركا باقي الفرق على مسافة بعيدة منهما في مقدمة ترتيب الدوري على الرغم من أنّ الفترة المتبقية الطويلة تفتح الأبواب على بعض الاحتمالات طالما أنّ كرة القدم هي مرتع المفاجآت.

نريد أن نستمتع مؤقتاً بالعودة إلى الزمن الجميل الغابر، لأنّ النصر والهلال يقدمان إثارة ما بعدها إثارة في السباق على القمة، خصوصاً أنّ النصر يقدّم مستويات عالية ويحافظ على فارق نقاط جيد (6 في 18 مباراة) وهو لم ينزل عن الصدارة منذ أن انتزعها من غريمه الهلال في الجولة العاشرة، ولا يزال الفريق الوحيد بلا خسارة والفريق الأقوى دفاعاً، وأكثر من ذلك يسير بخطى وئيدة لانتزاع صفة أقوى هجوم من الهلال مقلصاً الفارق إلى هدف واحد.

لكننا لا نريد دوام هذا السجال على الصدارة بعد هذا الموسم، فلا بد من أن ينهض الشباب والأهلي والاتحاد والاتفاق، ولابد من تصحيح أوضاع الفتح وتحفيز التعاون على المواظبة.. ولابد من تشجيع الفرق الجريئة مثل العروبة والشعلة والرائد ونجران.. لقد أثبتت هذه الفرق أن لديها الطموح والخامات والحماس ولا بد أن تمتلك الإمكانات.