الشباب يحتاج تفعيلاً نادياً وفريقاً
حين قيل لخالد البلطان رئيس نادي الشباب إنه خسر ناصر الشمراني، أجاب: ربحت نايف هزازي.. جواب مقنع ومعادلة صائبة تعززت حين واظب هزازي على زيارة شباك فرق الخصوم في الشباب، كما كان يفعل حين كان في الاتحاد، سواء في المباريات الودية أو في المباريات الرسمية، ولكن لسوء حظ الشباب وهزازي أن “ماكينة الأهداف” الجديدة توقفت بسبب الاصابة في 28 نوفمبر الماضي وتوقف معها رصيد المهاجم الجديد للشباب عند الهدف رقم 7 في دوري “جميل”، بعدما كان تألق مع الفريق الشبابي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا. وسوف تبعده الإصابة التي تعرض لها خلال المباراة أمام الأهلي إلى نهاية الموسم.. وهذه ضربة موجعة جداً لفريق الشباب الذي تأخر إلى المركز الخامس في الجولة السادسة عشرة بعد فشله في تحقيق أكثر من 3 نقاط من 15 ممكنة في آخر ثلاث مباريات، إذ خسر مباراتين إحداهما أمام الشعلة الذي يصارع من أجل البقاء وبثلاثية، وتعادل مرتين ليصبح مجموع نقاطه 24 بفارق 18 نقطة عن النصر المتصدر (فاز في 6 مباريات وتعادل في مثلها وخسر 4).
هذه النتائج جعلت “الليث” في شبه عزلة عن جماهيره وشرفييه، لاسيما أن الرأي العام يرى أن الإدارة فرطت بنجوم كثر طالما شكلوا الفارق في الفريق مثل الشمراني هداف الدوري 4 مرات وتيجالي هداف الدوري قبل الماضي وكماتشو وقبلهم عبده عطيف الذي يتألق حالياً مع النصر، فيما الشمراني يتربع على صدارة هدافي هذا الموسم متساوياً مع زميله في الهلال نيفيز برصيد 12 هدفاً لكل منهما.
وبإصابة هزازي الذي سيتابع علاجه من إصابة الرباط الصليبي في مرسيليا، ذهبت القوة الضاربة في الشباب، وبعد إصابة المهاجم الآخر مهند عسيري بيده اليمنى، بقي عيسى المحياني وحيداً في الهجوم، علماً أنه صاحب هدف وحيد حتى الآن، فيما سجل هزازي وعسيري 11 هدفاً من أهداف الشباب الثلاثين التي تضعه في المرتبة الثالثة هجومياً. وتخلو المراكز الأولى من قائمة هدافي الدوري من أي لاعب شبابي باستثناء هزازي، ذلك أن الرويلي سجل 4 أهداف مثله مثل عسيري، فيما سجل سعيد الدوسري وفرناندو مينغازو (3 لكل منهما) ورافينا 2، بينما كان نصيب توريس هدفاً واحداً مثله مثل المحياني والخيبري ومعاذ والصليهم وسياف البيشي.
إدارة الشباب أقلعت عن أسلوب التهور في التعامل مع بعض النجوم، ولكنها ما تزال تفسح في المجال لوصول الأمر إلى ذروة التصعيد كما حصل مع حسن معاذ الذي أمضى 10 سنوات مع الفريق، ولكن في النهاية كان القرار الصحيح بإقفال باب انتقاله إلى الهلال وبإبقائه مع معاقبته.
نادي الشباب الذي يحمل الرقم القياسي في الدوري السعودي بـ 34 مباراة بلا خسارة، يعاني مشاكل في الدفاع بولوج 23 هدفاً في مرماه خلال 16 مباراة، واتخذت الادارة خطوة جيدة بالتعاقد مع مدافع الهلال ماجد المرشدي لترميم خط الدفاع على الرغم من أن البعض سيكرر أسطوانة التعاقد مع “العواجيز” أو التجديد للموجودين حالياً أمثال وليد عبدربه ووليد عبدالله وعبدالله الأسطا ونايف القاضي وسياف البيشي، وأصغرهم في الثانية والثلاثين وأكبرهم في الخامسة والثلاثين، في حين أهمل النادي لاعبي الفريق الأولمبي. ولكن الشبابيين يطالبون الادارة برأب الصدع عن طريق استقدام لاعبين بمستوى النجوم الذين فرطت بهم، وخاصة بالنسبة للمهاجمين.
الشبابيون الذين كانوا يتغنون بالاستقرار الفني والاداري، مشتاقون إليه اليوم، وخاصة على صعيد الجهاز التدريبي، فبعد “هروب” البلجيكي برودوم في أعقاب الخروج من دوري أبطال آسيا، فاجأ مواطنه وبديله فيريرا الإدارة بالاستقالة في وقت كانت وسائل الإعلام تشير إلى قرب إقالته بعد تراجع الفريق ليتبين فيما بعد أنه يعاني من تدخل الادارة في عمله من خلال فرض أسماء عليه ثم الطلب منه إبعادها والعكس صحيح، علاوة على عدم الأخذ برأيه في التخلي عن اللاعبين وبيعهم أو في استقدام لاعبين جدد.
الشباب ليس على ما يرام، لا في نتائجه ولا في تحركات إدارته، ولا في تدخلات شرفييه، على ما يبدو، والمطلوب المبادرة فوراً إلى تفعيل النادي والفريق، لأن فقدان الأمل في الدوري ليس نهاية المطاف، فكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مجالان للتعويض، وكذلك دوري أبطال آسيا الذي أصبحت الفرصة فيه متاحة أكثر بعد فصل الشرق عن الغرب.. فهل يقدم الشبابيون على نفض الغبار أم يكتفون بالتحسر وترداد: ألا ليت الشباب يعود يوماً.