2013-12-13 | 07:26 مقالات

إثارة الكعب العالي والمديح المتهكم

مشاركة الخبر      

يبدو أنّ خالد البلطان رئيس نادي الشباب عاد إلى الإثارة في التصريحات الساخنة التي تزيد الأجواء الكروية حماوة وتبث بعض الروح في الركود المسيطر خارج المستطيل الأخضر.. هذه العودة جاءت بعد وقت طويل من إخماد عاصفة تصريحات للبلطان في الموسم الماضي حدّد فيها الأندية المنافسة على اللقب مستثنياً بعض فرق المقدمة، وظهر البلطان كنجم التصريحات المثيرة، وأدّت انفعالاته وحماسته إلى بعض المشاحنات الكلامية "الوجاهية" والتدافع في المدرج..

اعتدنا على سجالات إعلامية فيما مضى اعتُبرت ملح البطولات والمباريات، ولكن كان لها أرباب بالفطرة لا نجدهم اليوم وإن كان البعض ممن هم في الساحة اليوم " يوفّق" في بعض "القفشات" والإسقاطات، وقد يكون البلطان في مركز رأس الحربة، وكانت الشرارة الأولى، بسبب إصابة رأس الحربة في فريقه نايف هزازي بالرباط المتصالب خلال المباراة أمام الأهلي تسبّب بها مدافع الأخير محمد أمان.

وكانت خسارة الشباب مؤلمة بهذا الفوز على الأهلي الذي تحقّق بهدف هزازي الذي سيغيب وقتاً طويلاً، وربما إلى نهاية الموسم، وأثار ذلك حفيظة الشباب وخاصة رئيسه خالد البلطان، وحصل شد وجذب في غرف الملابس وصفه البلطان بسوء فهم مع إداريي الأهلي، علماً أنّ رئيس الشباب كان اتهم رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد بممارسة الضغط على حكم المباراة.. ووصفه بأنه تصرّف خارج عن حدود الرياضة، وأردف مستخدماً عبارة " كعبنا عالٍ على الأهلي" ملمحاً إلى أنّ فريقه يتفوّق على الأهلي في الملاعب..

ومن الطبيعي أن يصدر رد من الأهلي بل وشكوى للجنة الانضباط، وطلب بيان الأهلي من رئيس الشباب بالعودة إلى التاريخ ليرى أيهما الفريق "الأعلى كعباً"..

البلطان لم يسكت واصفاً بيان الأهلي بالشتائمي والانفعالي مؤكداً مرة أخرى على عبارة أنّ الشباب هو الأعلى كعباً..

ولم تكد عاصفة البلطان ـ الأهلي تهدأ، حتى هبّت عاصفة البلطان على التحكيم وتحديداً مرعي العواجي حكم مباراة فريقه مع النصر في ختام المرحلة 12 من دوري "جميل" استعمل البلطان أسلوب "المديح المتهكّم" حين أثنى على كفاءة الحكم ونصحه بالتحكيم في الدوري الإنجليزي أو في دوري أبطال أوروبا وحتى أن يحاضر في "فيفا" متمنياً مشاهدته في كأس العالم..

لقد أتقن البلطان دوره كساخر بعبارات إيجابية، وذلك حين أورد حالات الأخطاء التي وقع فيها الحكم مؤكداً أنه لم يخطئ في هذه الحالة وتلك وفي غضون ذلك جاءت آراء خبراء التحكيم من خلال قناة الرياضية السعودية وغيرها مؤيدة للرأي الحقيقي الذي أراد البلطان أن يوصله للرأي العام بالنأي عن كلام الذم الواضح والذي نجح من خلاله في إيصال الرسالة، والقول بطريقة غير مباشرة إنّ قرارات العواجي عوجاء.. في المقابل تصرّف رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بعقلانية متجنباً الرد ومكتفياً بالحديث عن فريقه الفائز.. وهنا كان النصر فائزاً بالمباراة في الملعب وبالمباراة الأخرى التي " اندلعت" خارجه، وإن كان عضو الشرف النصراوي طلال الرشيد ردّ بالمثل حين قال: "رجل منصف مثل خالد البلطان يستحق أن يرأس الاتحاد الدولي.." ولكن هذا يبقى ضمن الآراء الشخصية التي لا تعكس رأي النصر..

السؤال المطروح الآن: هل يقصد البلطان الإثارة والتسلية وإضفاء بعض الحيوية والحماسة على الأجواء، أم أنّ مواقفه نابعة من ألم حقيقي اكتنفه بسبب ظلم تحكيمي.. وهل "يصلح" خالد البلطان أن يكون طرفاً لسجالات ساخنة على غرار ما كنا نعيشها أيام الرمز النصراوي الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود؟.