ترشح المدلج يزيل طحالب البركة السعودية
كان الله في عون صديقنا الدكتور حافظ المدلج، في المعترك الذي (غطس) به وهو لا يجيد السباحة في مثل هذه البحور، فقد تغرقه إحدى أهم مزاياه كإنسان شفاف، لا يعرف المواربة والمراوغة والمناورة، وهي بعض من وسائل، بل أسلحة أرباب الانتخابات.. لقد قلت له بأنني لا أتمنى له هذه المعمعة في مثل هذه الظروف، وكنت سأقول له ما قاله لي المرحوم والدي حين عزمت على الذهاب إلى فرنسا في العام 1969 لدراسة الطب: “شوكان بدك بها الروحة يا بيي”.. لا أريد أن أضعف من معنويات أول سعودي يترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي، وأنا الذي حضرت من بيروت خصيصاً لأكون إلى جانبه في مناسبة إطلاق حملته الانتخابية.. لا يعني هذا أني لا أرى في الدكتور حافظ كفاءة لهذا المنصب، وإني أرى أن من الخطأ أن يترشح سعودي لرئاسة الاتحاد الآسيوي، بل أنا مثلي مثل كثيرين قالوا إن هذا الإقدام حصل متأخراً جداً ولكنه أفضل من ألا يأتي أبداً.. كان حافظ المدلج صادقاً حين قال على الهواء إنه لم يفكر يوماً بهذا الترشيح، فأبو راكان لم يطلب المناصب، بل هي طلبته، وقد أوضح ذلك حين حكى كيف أصبح عضواً في اتحاد كرة القدم السعودي (الأمير سلطان بن فهد طلب من منصور الخضيري معلومات عن حافظ المدلج لأنه “أصبح” عضواً في اتحاد الكرة)، وأما الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي فكان بطلب من الأمير نواف بن فيصل، قد يكون ترشح الدكتور حافظ جاء متأخراً، ولكنه جاء من أجل هدف ومن أجل مهمة تطلب من المملكة عادة في حالات الاختلاف في الرأي حول قضية من قضايا العرب، وقد انسحب ذلك على الخلاف المستعصي بين مرشحين عربيين خليجيين لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي، والحق يقال إن الجهات السعودية لم تكن المبادرة، بل إن سعياً عربياً تكثف معها وأثمر فكرة “المرشح التوافقي” وذلك بعدما استنفدت كل المساعي لإقناع أحد المرشحين الشيخ سلمان بن إبراهيم والأستاذ يوسف السركال دون جدوى، في حين أن المرشح السعودي لا يضع يده على قلبه، فالسبب الأول الذي جعله يقبل بالترشح في مثل هذه الظروف خوض معركة ضد شخص من خارج غرب آسيا، مع التأكيد بأنه لا يمكن أن يكون مرشحاً ثالثاً أو حتى ثانياً من غرب القارة، بل المرشح الأوحد، ويبدو أن اجتماع ممثلي دون غرب آسيا في عمّان لم يصل إلى نتائج مرجوة، ولكنه كان مفيداً بالطبع لناحية أنه الاجتماع الأول الذي يلتقي فيه الأشقاء العرب للبحث في هذه (المعضلة) وهذا هو رأي الدكتور حافظ المدلج قبل الاجتماع وبعده، والحق يقال إن خطوة الترشح لابد منها، كما أكد محمد النويصر نائب رئيس الاتحاد السعودي رئيس رابطة دوري المحترفين كونها تحرك المياه الراكدة في البركة السعودية التي غطتها الحشائش والطحالب منذ رحيل المرحوم عبدالله الدبل، حسناً لابد من المبادرة ومن عدم الاكتفاء بالدور التوفيقي بين الأشقاء، فالسعودية دولة عظمى ولها مصالحها ولكن.. هل كان التحرك لمواكبة حملة الترشيح موازياً للإستراتيجية الجديدة؟ صحيح ما قاله الدكتور حافظ المدلج أن بداية حملته تتزامن مع بداية العد العكسي للستين يوما، والصحيح أيضا أن حملة كل من المرشحين الخليجيين الآخرين شارفت على السنتين. السؤال الآخر هو: هل سيقتصر الدعم السعودي للمرشح السعودي على رئيس اتحاد الكرة الدكتور أحمد عيد؟ يوسف السركال يردد: دولتي تعهدت بالدعم، وأكد ذلك مؤخراً الشيخ هزاع بن زايد، والشيخ سلمان بن إبراهيم يجول في آسيا ولم يحضر اجتماع عمّان، وهذا ما يؤكد أن المعركة حاصلة.. وحتى لو لم تحصل وانتصرت فكرة المرشح التوافقي فلابد من التحرك، لأن الغرب وحده لا يعني أنه آسيا كلها.