كم ابتعد ( الزعيم) و( العالمي) عن نهائي ( الديربي)؟
“الديربي” الناجح جداً بين الهلال والنصر في نهائي كأس ولي العهد ترك انطباعاً جيداً وشكل شاهداً وداعماً لمن يعتبرون أن الدوري السعودي هو أقوى دوري عربي، وأنا ممن هللّ وطبل لهذا المستوى الفني العالي لأداء الفريقين ولاسيما أني من أكثر المدافعين عن مكانة الدوري السعودي خاصة حين تبرز آراء لا تؤيد القول بأنه الأقوى، وربما كان تصريح الأمير نواف بن فيصل عن النهائي بأنه يعكس رفعة مستوى الكرة السعودية، أصدق تعبير عن الواقع في ضوء ما شاهدناه في تلك الأمسية المشوقة، ولكن ما أعتقده أنا وغيري من متتبعي الكرة السعودية وما جاء في تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب، نقضه أداء طرفي نهائي كأس ولي العهد في البطولة الآسيوية وفي البطولة العربية، حيث تعرض الهلال في الأولى لهزيمة قاسية كانت مرشحة لتكون أكثر قساوة أمام العين الإماراتي (1ـ3) في انطلاق تصفيات دوري أبطال آسيا، في حين تلقى النصر في الثانية ضربة موجعة أمام العربي الكويتي (0ـ2) أخرجته كممثل وحيد للكرة السعودية من كأس الاتحاد العربي من الدور ربع النهائي، ليتلقى “العالمي” الصدمة بعد الصدمة بخسارته الكأس محلياً وخروجه من الكأس عربياً وذلك خلال أقل من أسبوع، ويبدو النصر أكثر قدرة على استيعاب الإقصاء من الأمتار الأخيرة أو قبلها بدليل استمرار الاستقطاب الجماهيري وصمود الإدارة، هذه أو سابقاتها، أمام (أهوال) البعاد شبه العادي عن المنصات، لذا تبقى الشهية والحماسة والإرادة هي السائدة للمحاولة الدؤوبة مرة بعد مرة، ربما اقتداء بـ”نملة نابليون” التي كان القائد الفرنسي التاريخي يراقبها وهي تحاول المرة تلو الأخرى نقل مؤونتها إلى مكان مرتفع حتى نجحت في النهاية، وهكذا فإن الهزات التي تعصف بمسيرة النصر في المسابقات لا يكون لها ارتجاجات مدمرة وربما نجد التفسير عند الجمهور الذي يغضب ولكن بحنان، أما الهلال فإن وقع الهزيمة عادة ما يكون أكبر، خاصة هذه المرة كونه حمل للتو كأس ولي العهد للسنة السادسة على التوالي، أي أنه خاض البطولة الآسيوية بصفة البطل والممثل للوطن والمستمر في الصراع على الفوز بالمسابقة الأم، دوري زين، ولكن ما قدمه في العين لا يتطابق أبداً مع ما يقدمه محلياً بالرغم من أنه ليس في (الفورمة) المعهودة هذا العام، وبالطبع هناك أسباب عدة لحالة الهلال غير المطمئنة، في مستهل مبارياته الآسيوية، ولكن أمراً واحداً لا يحتاج لمزيد من التمحيص، لأنه قد أعلن قبل المباراة وعلى لسان رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي أبدى خشيته من التأثير السلبي للجهد البدني الذي بذله بعض اللاعبين خلال نهائي كأس استمر 120 دقيقة عدا وقت تسديد الركلات الترجيحية وما يرافقها من شد عصبي وحبس أنفاس وتأثر.. هذا التخوف حصل وأكده المدرب الكرواتي زلاتكو حين برر عدم إشراكه ياسر القحطاني وويسلي لوبيز أمام العين بالإرهاق، فكيف يلعب فريق كبير أمام فريق كبير بدون رأسي الحربي الأساسيين دفعة واحدة؟ وبتعبير آخر، كيف يشن الفريق هجوماً بلا أنياب، وكيف تخور قوى فريق محترف بعدة أيام من نهائي ولو كان ماراثونيا؟.