2013-02-01 | 07:18 مقالات

كمبواريه .. هل تعرف من أنت؟

مشاركة الخبر      

أقل ما يقال في عادة (تفنيش) المدربين الأجانب في منطقة الخليج، إنها تسيء إلى سمعة الكرة في هذه المنطقة، بخلاف الخسائر المالية وفرض حالة من عدم الاستقرار الفني في الفرق، نراها اليوم في نادي الوحدة الذي ربما كان تغيير ستة مدربين في عهد رئيس واحد سبباً في عدم فوز هذا الفريق بأي مباراة واكتفائه بنقطتين في 17 مباراة. التونسي وجدي العيد هو آخر مدرب يقال في الدوري السعودي، وبالطبع لن يكون الأخير.. فالمقصلة تجهز حالياً للمدرب الفرنسي كمبواريه بعد خسارة الهلال أمام النصر، وربما يأتي بعده أو يسبقه الإسباني كانيدا الذي لم يستطع انتشال الاتحاد من المركز السابع.. استمعت بانتباه إلى ما دار في المؤتمر الصحافي لمدرب الهلال إثر الخسارة أمام النصر، وراقبت تعابير وعلامات القلق والترقب التي بدرت منه، ليس لأن أحد الزملاء أثار جلبه بسؤاله "العنيف" المتشعب، لأن كمبواريه كان شارد الذهن وتفكيره ليس في مكان تواجده، بل في مكان آخر وبالطبع في مكان يجتمع به رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي لم يتمكن المدرب الفرنسي من رصد علامات ردة فعله الأولى على الهزيمة "النكراء" التي ربما تمثل نهاية "الحلم الأزرق" باستعادة الدوري.. ذكرني مشهد كمبواريه "المحشور" بين أسئلة نارية من صحافيين، بمشهد الهولندي ريكارد مدرب المنتخب السعودي أمام نظيره الكويتي في كأس الخليج بالبحرين، وربما كان مدرب المنتخب أكثر يقيناً في موضوع إقالته من مدرب الهلال، وكأني قرأت ما يجول في خاطر كل منهما في تلك اللحظة وهو لا يخرج عن الحكم علينا بالبعد الكبير عن الفهم والثقافة الكروية وبالتسرع وعدم اعتماد المناهج والتخطيط والدراسات.. ولعلي لن أفاجأ وأنا أكتب هذه السطور إذا كان الأمر قد قضي بالنسبة لمدرب الهلال، إذ إنه يشتم من الخبر شبه الموحد في كل صحف اليوم، بأنه مسرب ويمهد للإقالة الرسمية، والطريف أن كل صحيفة قالت إنه خبر خاص بها (علمت....) أما بالنسبة لكانيدا فتعليق واحد في صحف جدة يؤكد ذهاب الإسباني.. وأكثر من ذلك فإن البديل بات معروفاً ومحدداً بالاسم: الألماني بوكير الذي يقود المنتخب اللبناني في الدور الحاسم من تصفيات آسيا المونديالية. في هذه العجالة، أطل مدربان كبيران سابقان لمنتخب السعودية إعلاميا في هذا الوقت الذي ينتظر فيه إقالة مدربين كبيرين أوروبيين لناديين سعوديين كبيرين، ليدلي كل منهما بدلوه حول معضلة "تطيير رؤوس" المدربين، الأول هو الأرجنتيني كالديرون الذي ما زال حتى الآن لا يجد جواباً شافياً حول إقالته من تدريب المنتخب السعودي "على الرغم من قيادتي له إلى كأس العالم، وحتى الآن لا أعلم السبب في إقالتي.." وتزداد حيرة كالديرون وهو يذكر أنه نجح في التأهل لكأس العالم بدون خسارة.. أما الثاني وهو البرتغالي بيسيرو فيعيش نفس الدوامة حتى الآن ويقول: لم أخسر مع المنتخب سوى مباراة واحدة أمام سوريا في كأس العالم وصنعت فريقاً ثانياً شاركت به في بطولة الخليج باليمن وضم قرابة 14 لاعباً تحت سن 22 عاماً ولم يخسر سوى النهائي الخليجي أمام الكويت.. ولكن بيسيرو كشف السبب في مشكلة الكرة السعودية: إنه يكمن في كثرة تغيير المدربين. كمبواريه أيها الفرنسي الأسمر أنت الآن تواجه الطرد وربما يكون قد حصل.. هل تعرف من أنت؟ أنت فزت مع سان جيرمان بالدوري الفرنسي كلاعب في العام 1994 وبكأس فرنسا 2010 ووصافة الدوري الفرنسي 2011 كمدرب.. وهل تعرف لماذا طردت؟.