اتركوه يعمل
أكثر ما فكرت فيه وأنا أتابع مباراة السعودية والأرجنتين هؤلاء النجوم الشباب الذين زج بهم المدرب الجريء ريكارد، وبعضهم يلعب للمرة الأولى مع المنتخب الأول، هؤلاء الذين قارعوا جهابذة الكرة العالمية وأفضل اللاعبين في العالم، ومنعوا ميسي الأسطورة الحالية لكرة القدم من التسجيل وحجبوا كل فنونه وكل وسائله التي يستخدمها لتزور كراته الشباك مهما كان شأن الفريق المقابل. ميسي الذي فك عزلته في المنتخب ومسح المعادلة التي تقول: إن ميسي مع برشلونة فعال أكثر مما هو مع منتخب بلاده إذ إنه عادل رقم مواطنه باتيستوتا في التسجيل مع المنتخب خلال عام بالهدف رقم 12 وكانت المباراة أمام الفريق السعودي بالأمس مناسبة لتحطيم الرقم بالهدف الـ13 ولكن “الصقور الخضر” منعوه.. ولو كان ميسي على حاله في السابق: متألق مع برشلونة وخائب مع منتخب الأرجنتين لقلنا إن عجزه عن التسجيل في المرمى السعودي طبيعي طالما أنه (منحوس) مع المنتخب، صحيح أن المباراة كانت ودية مثلها مثل المباراة أمام أسبانيا فكيف يسجل الأسبان في المرمى السعودي خمسة أهداف، ولا يسجل الأرجنتينيون في مرمى الفريق ذاته ومعهم اللاعب العبقري الذي حطم رقم الملك بيليه في الأهداف الدولية خلال عام واحد، وهنا يصبح القائلون بأن ميسي ورفاقه تراخو لعدم أهمية المباراة، من أصحاب النكات السخيفة، فالكل شاهد تصميم ميسي على التسجيل، إن لم يكن كرمى لمولوده الجديد، فلأجل نفسه أقله في سعيه للوصول إلى رقم الألماني مولر الذي سيبقى مصوباً عليه في ما تبقى من هذه السنة، بدون أن ننسى الكرة الذهبية الرابعة التي تنتظره، ويبدو أن ريكارد يتعرض لما تعرض له الأرجنتيني كالديرون لجهة اهتمامه بتوسيع قاعدة اللاعبين الواعدين، ولكنه أي ريكارد غير آبه، فهو يعمل مثل كشاف بتنقله بين منطقة ومنطقة مراقباً لاعبي الأندية في الدوري وفي المسابقات الأخرى وربما استدرك أن الملاعب السعودية (ولادة) ولو لم يكن ذلك صحيحاً لما كنا شاهدنا نصف المنتخب في أعمار تحت 20 عاماً ويقارعون ميسي وأجويرو وماسكيرانو وانخل دي ماريا وغيرهم. لقد أمضى ريكارد سنة ونصف السنة مع منتخب السعودية حقق خلال هذه الفترة نتائج لا بأس بها في 13 مباراة: 4 انتصارات و4 هزائم و5 تعادلات، ولكن الأهم من ذلك أنه يجري عملية ضخ دماء جديدة فرجاءً اتركوه يعمل.