2012-10-12 | 06:37 مقالات

أرسلوا المواهب إلى (الفبارك) الأوروبية

مشاركة الخبر      

في الوقت الذي وصل فيه قائد المنتخب السعودي أسامة هوساوي إلى المملكة قادماً من بلجيكا للانخراط في المعسكر بالإحساء استعداداً للمباراة الودية أمام الكونغو يوم الأحد المقبل، تواترت أنباء عن عرض اللاعب السعودي للانتقال من نادي أندرلخت الذي لم يمض معه أكثر من أربعة أشهر ولم يلعب أكثر من مباراتين ولم يحقق الحلم بأن يصبح أول لاعب سعودي يلعب رسمياً في دوري أبطال أوروبا، بعدما وضع اسمه في قائمة الفريق ولكنه لم يلعب ثانية واحدة، ومع ذلك لم يعتبر البعض أن هوساوي بات أول سعودي يلعب في البطولة الأوروبية، بخلاف ما قيل إنه فاز مع أندرلخت بكأس السوبر البلجيكية أمام لوكيبرن، بالرغم من أنه بقي على مقاعد الاحتياطي. أسامة هوساوي ابن الـ28 عاماً اللاعب الخلوق وصاحب المهارات والإمكانات البدنية والفنية، والذي قال عنه نقاد ومحللون ومدربون أجانب إنه اللاعب السعودي الأقدر في الوقت الحاضر على تمثيل المملكة خير تمثيل في الخارج وأن باستطاعته اللعب مع أي فريق في أوروبا، هذا اللاعب القدير لم ينجح في بلجيكا فكيف ستكون الحال لو كان انتقل إلى دول الصف الأول؟ لقد لحق هوساوي بمن سبقه من لاعبين سعوديين بمستواه وبما هو دون مستواه والذين لم يفلح أي منهم في إعطاء صورة مشرقة للكرة السعودية، وما يلفت الانتباه في موضوع احتراف اللاعبين السعوديين في الخارج، وخصوصاً لجهة أن أحدهم، على قلتهم، لم يكن فلتة شوط مما قد يدفع البعض إلى القول إن أي عملية انتقال للاعب سعودي إلى أوروبا تدخل في إطار الانتقال التسويقي، وهذا ما قيل بالحرف الواحد في بعض الصحف البلجيكية عن انتقال أسامة هوساوي بالذات. لم يكن أمام رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، حيال إصرار هوساوي على الاحتراف سوى إفساح المجال له لتحقيق طموحه، وفي الوقت ذاته قدم له ما يغريه للبقاء ما اعتبره الرئيس أنه أكبر مبلغ يقدم للاعب سعودي، وفي المقابل لم يكن أمام هوساوي سوى المضي بما يعتقد أنه الضمانة لمستقبل أفضل، وكل من الرجلين كان يتصرف حسب قناعاته وعمل كل منهما على ضمان (خط الرجعة) فالرئيس كان أخذ وعداً بأن اللاعب سيعود إلى ناديه السعودي في حال لم يكن التوفيق إلى جانبه في بلاد الغربة، واللاعب لا مانع عنده من العودة إلى “البيت الأزرق” ولكن دون التراجع في النقطة الخلافية حول قيمة عقد التجديد، وفي حال بقي الهلال على موقفه فإن هناك أندية في السعودية والخليج مستعدة للدفع، ولاسيما أن النادي البلجيكي وضع سقفاً عالياً للمبلغ بما يعادل مليوني يورو للنادي وحده. والسؤال هنا هل سيشعر هوساوي بالندم لعدم قبول عرض الهلال البالغ خمسة ملايين ريال؟ ربما.. خاصة وأن الهلال لن يدفع أكثر إن لم نقل إنه سيدفع أقل. في رأيي أنه ليس هناك لاعب سعودي أو خليجي جاهز للعب في أوروبا، ولن نرى مثل هذا اللاعب إلا إذا صقلت المواهب منذ الصغر في (الفبارك) الأوروبية.